تستقبل المصلحة الكائنة بالمؤسسة الاستشفائية '' محمد بوضياف '' بعاصمة الولاية غليزان أكثر من 100 مريض بالقصور الكلوي المزمن معظمهم في مراحل متقدمة لإجراء عملية تصفية الدم 3 مرات أسبوعيا، منهم 96 مبرمجا، و5 حالات مسجلة في قائمة الانتظار، من أجل توفير خدمات طبية حساسة تتطلب عناية ويقظة خاصة من قبل المشرفين، ومراقبة مستمرة للأجهزة. وعلى العكس من ذلك، فقد تم حشرها بمدخل المؤسسة في بناية هيئت لكل شيء إلا تقديم هذا النوع من الخدمات، زيادة على ضيق مساحتها، إذ لا تتوفر إلا على 03 غرف مساحتها محدودة لا تتسع الواحدة منها لأكثر من 04 أسرّة، تصميمها العمراني عشوائي فتعذر بسببه ترتيب أجنحتها، مما نتج عنه ضغط نفسي لدى المشرفين ومرضاهم، وحتى الممرات التي توصل غرف المرضى بباقي المكاتب بالمصلحة والتي تعتبر طريق للحياة أو للموت خاصة في الحالات الطارئة، لا تتسع لمرور سرير طبي بطريقة عادية مريحة، ونتيجة لذلك فالمشرفون باتوا يعانون وأصبحت تربكهم الحالات الطارئة الوافدة في معظم الوقت إلى المصلحة، زيادة على تنظيم حركتهم داخل هذه الممرات الضيقة. في هذا الصدد أكد لنا الحاج معمر رئيس المصلحة، أنها تتوفر على 16 جهازا لتصفية الدم وطاقم طبي يتكون من 06 أطباء و16 شبه طبي مؤهل، معظم هذه الأجهزة أدرجت في الخدمة منذ وقت طويل، وهو العامل الذي قلل من فاعليتها، زيادة على الأعطاب المتكررة التي تتعرض لها، وهو ما جعل العاملين من أطباء وممرضين وتقنيين في حالة طوارئ مفتوحة الأجل، لأن - بتعبيره - حياة المريض على المحك. ندرة في قطع غيار الأجهزة وانقطاعات متكررة للكهرباء ويضيف في حديثه لجريدة '' الحوار '' أن ما زاد من تعقد الأمور عليهم إلى جانب الأعطاب التي تحدث، هو الندرة في قطع غيار هذه الأجهزة، فوجود موزع واحد لها على المستوى الوطني معتمد من قبل الوزارة الوصية صعب من مهمتهم وجعلهم يعتمدون على وسائلهم الخاصة في صيانة الأجهزة وتجاوز توقفاتها. كما كشف أن التحدي الآخر الذي جعله وطاقمه في مهمة شبه مستحيلة هو الانقطاعات المتكررة التي تشهدها شبكة التوزيع الكهربائي، التي تؤدي إلى التوقف المباشر لأجهزة التصفية، حيث بين أحد التقنين، أنه في انتظار ال 6 ثواني وهي المدة الدنيا التي تفصل انقطاع التيار بالتشغيل الأوتوماتيكي للمولد الإضافي، تتعرض برمجة الأجهزة إلى التذبذب خاصة في الأوقات التي يكون فيها المريض قد باشر عملية التصفية، فيكون من الضروري - حسبه -إن لم يشغل الجهاز بسرعة، إتلاف كمية الدم التي كان من المقرر أن يتلقاها المريض، وهو ما حدث في مرات كثيرة. زيادة على هذا يضيف ذات المتحدث '' ينتج عن التوقف المفاجئ للتيار تعطل في عمل مضخة الماء الرئيسية بالمصلحة التي تزود المصفاة التابعة لها، التي توفر الماء المصفى من الشوائب بنسبة 100٪، والذي يعد عنصرا ضروريا في عملية التصفية. وفي السياق نفسه أوضح محدثنا أن المرضى الذين تستقبلهم المصلحة هم من الفئات العمرية المتقدمة (حالة واحدة فقط هي مريضة في سن 14) زيادة على أن معظمهم من الجهة الشرقية للولاية. وللإشارة يوجد بالولاية أكثر من 130 مريض بداء القصور الكلوي المزمن، تتكفل بهما مصلحتان بالمؤسستين الاستشفائيتين الكائنتين بعاصمة الولاية غليزان ودائرة '' وادي أرهيو. نحو افتتاح مصلحتين جديدتين لتصفية الدم جويلية المقبل ومن أجل تقريب الخدمات الطبية الحساسة للمواطنين أصحاب الأمراض المزمنة خاصة مرضى القصور الكلوي ورفع الضغط عن الهياكل الموجودة، أكدت مصادر من مديرية الصحة بالولاية أن القطاع سيشهد في الأيام القريبة افتتاح مصلحة جديدة لتصفية الدم ببلدية '' عمي موسى '' شرق الولاية، تابعة للدائرة الصحية '' وادي ارهيو ''، وأخرى ببلدية '' يلل '' غرب الولاية تابعة للدائرة الصحية '' يلل '' ، حسب الخريطة الصحية المعمول بها حاليا. المصلحتان الجديدتان ستبدءان العمل خلال شهر جويلية القادم، وحسب نفس المصدر سيتم نقل حوالي 21 مريضا من مصلحة تصفية الدم '' بغليزان '' إلى مصلحة '' وادي ارهيو '' ، الأمر الذي من شأنه رفع الضغط عن المصلحة الوحيدة بعاصمة الولاية، في انتظار افتتاح عيادة خاصة اعتمدت حديثا التي كان من المقرر أن تبدأ في العمل مع بداية أفريل الماضي. ويضيف نفس المصدر أن مصالح المديرية الولائية انتهت من عملية إعداد دفتر شروط لمناقصة خاصة باقتناء أجهزة طبية جديدة ستتدعم بها مختلف المصالح بالمؤسسات الاستشفائية بالولاية.