وجهت جمعية مكافحة التحرش الجنسي ضد المرأة بالتعاون مع شبكة وسيلة نداء إلى كافة أطياف المجتمع المدني والمواطنين للتوقيع على وثيقة من أجل وضع حد للتحرش الجنسي في أماكن العمل وحماية الشهود الذين يمنعهم غياب القوانين من الإدلاء بشهادتهم. وركزت الجمعية في ندائها على طلب مساندة من المجتمع للعاملتين في البنك الجزائر اللتين كانت إحداهما ضحية للتحرش الجنسي وأخرى لشهادتها ضد المسؤول عن واقعة التحرش. انطلاق حملة جمع توقيعات أطياف المجتمع للحد من الظاهرة وأكدت السيدة نجية زغودة رئيسة الجمعية أن الجمعية تسعى إلى كسر حاجز الصمت الذي يسلكه المجتمع في مثل هذه القضايا، محاولة لفت أنظار الرأي العام إلى خطورة الظاهرة ودعوة الناس إلى التوقيع على الوثيقة من اجل توجيه أنظار المسؤولين إلى خطورة التحرش الجنسي الذي استفحل في أماكن العمل بصورة رهيبة جدا. وقد وجد الكثير من مرضى النفوس في غياب القوانين أو احتوائها على ثغرات عديدة تمكنهم من الإفلات من قبضة العدالة، فرصة للقيام بأعمالهم الدنيئة داخل مقرات العمل وقد حملت الوثيقة نداء إلى المجتمع ركزت فيه على الألم النفسي الذي تعاني منه المرأة المتحرش بها التي تلجأ في كثير من الأحيان إلى الصمت نتيجة خوفها من ردة فعل المجتمع الذي يلقي باللوم عليها في اغلب الأحيان، محملا إياها تبعات ما وقع لها وحتى وإن تكلمت فالعدالة تطلب إحضار الشهود الذين لا يتوفرون في اغلب حوادث التحرش الجنسي لأن الفاعل يختار دوما الوقت والظروف التي تناسبه للقيام بفعلته. نداء إلى الجمعيات النسوية دعت جمعية مكافحة التحرش الجنسي بالتعاون مع شبكة وسيلة المجتمع إلى الكف عن انتهاج سياسة المتفرج على ظواهر خطيرة بدأت تنهش المجتمع في صمت، ولأن المتضرر الأول من الظاهرة هي المرأة تضمنت الوثيقة نداء خاصا إلى الجمعيات النسوية الناشطة للوقوف وقفة واحدة لإيصال معاناة عدد معتبر من النساء اللاتي يصل نداؤهن واستغاثاتهن يوميا إلى مراكز الإصغاء التابعة للجمعية للحد من التحرش الجنسي داخل مقرات العمل وإيقاف كل مظاهر التمييز ضد المرأة العاملة. كما دعت الجمعية النساء إلى الحديث عن معاناتهن والتبليغ عن أي حادث من هذا النوع في حينه وعدم ترك الأمور تتفاقم إلى حد تصعب معها المعالجة ووجهت الجمعية نداءها إلى المسؤولين لوضع قوانين أكثر ردعا للمتحرشين جنسيا ووضع خطط كفيلة للتقليل من هذه الظاهرة التي أصبحت تشكلا عائقا في سبيل تحقيق أي تقدم داخل المجتمع. وان كانت ظاهرة التحرش الجنسي موجودة في كثير من المجتمعات إلا انه من المؤسف أن تنتشر داخل مجتمع عربي ومسلم يحافظ ويتمسك العديد من أبنائه بعاداتهم وتقاليدهم أم أن التحرش الجنسي هو ضريبة لنجاح المرأة وتفوقها ومزاحمتها الرجل في كثير من المهن التي اعتاد التواجد فيها لوحده.