اعترف ضباط ومسؤولون عسكريون إسرائيليون بفشل العملية العسكرية للاحتلال في غزة، معربين عن خيبة أملهم من إدراك رجال المقاومة الفلسطينية لتكتيك المعركة وعدم اندفاعهم وراء جنود الاحتلال إلى المناطق المفتوحة ليتسنى ''اصطيادهم'' بالمروحيات عن طريق الجو. وانتقد الضباط والمسؤولون العسكريون المماطلة من قبل دائرة صنع القرار الإسرائيلي في اتخاذ قرار حول استمرار أو وقف الحرب، مؤكدين على أهمية اتخاذ قرار فوري بوقف الحرب لأن الوضع الحالي ينبئ بفشل الحملة العسكرية، مشيرين إلى خطورة تواجد القوات في ''مستنقع'' قطاع غزة.، وقالوا: إن ''حماس لديها الوقت الكافي لتخطيط هجمات على المواقع التي يتواجد فيها الجنود''، محذرين من أن الانتشار الحالي سيقود إلى التعرض لهجمات وفقدان مزيد من الجنود. حماس لم تتضرر وقواتها العسكرية لم تأخذ بعد دورًا في القتال وأشار مسؤولون عسكريون إلى أن حماس تعرضت لضربات قاسية إلا أنها ما زالت تحافظ على قوتها، مشيرين إلى أنه لا يوجد مواجهة حقيقية مع فصائل المقاومة التي تبقى في مواقعها وتخطط لعمليات قنص وتفجير ضد القوات، ويؤكد مسؤول عسكري أن الجناح العسكري لحركة حماس لم يتضرر تقريبا، وباستثناء خلايا معدودة فإن القوات العسكرية لحركة حماس لم تأخذ بعد دورًا في القتال. وأضافوا في غزة هناك جيش مدرب تلقى التدريب من أفضل المدربين الإيرانيين، وهو مزود بسلاح وصواريخ متطورة، على حد قوله. وتابعو واضح للجميع أن الجيش الحقيقي ينتظر في شوارع وأزقة قطاع غزة، وحماس تنتظر خيارين: عملية نوعية ضد القوات الإسرائيلية أو أسر جنود لإنهاء الحرب، وهذان السيناريوهان من شأنهما تأجيج الرأي العام الإسرائيلي والضغط على الحكومة لوقف الحرب واستعادة الجنود من غزة، وسيناريو آخر لوقف الحرب: خطأ إسرائيلي يؤدي إلى مجزرة على غرار مجزرة قانا تزيد الضغوطات على إسرائيل لوقف الحرب. ويضيف أن القادة العسكريين يؤمنون أن العملية البرية المحدودة استنفذت وأن حالة المراوحة في المكان ستؤدي إلى أحد نفس السيناريوهات، لذلك يضغطون على المستوى السياسي لاتخاذ قرار إما بتوسيع الحملة أو وقفها، مع العلم بأن رئيس هيئة الأركان جابي أشكنازي ووزير الحرب إيهود باراك يفضلان وقف الحرب والتوصل إلى تسوية، في حين ترى وزيرة الخارجية أنه ينبغي وقف الحرب بشكل أحادي مع التلويح بتجديدها إذا ما تجدد قصف الصواريخ.