اعتبر العضو القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، سعيد بوحجة إصلاح الجامعة العربية ضرورة ملحة لما لها من دور مفترض في حل كل مشاكل العرب، كما أبدى الرجل في لقاء مطول مع ''الحوار'' تحضيرات حزبه للانتخابات القادمة، كما استنكر بصفته نائبا عن كتلة الأفلان في البرلمان سعي بعض النواب لاستغلال البرلمان لتمرير وسائل سياسية مغرضة، مستعملين في ذلك حالة التقتيل في حق الأبرياء في فلسطين، كما أبدى الرجل في لقائه هذا احترامه لموقف رئيس الجمهورية الأسبق ليامين زروال بعد خرجته الأخيرة التي أعلن فيها اعتزاله السياسة. نقدر موقف الرئيس زروال، ونشجب استغلال البرلمان ووصف سعيد بوحجة أمس الأول في مقابلة أجرتها معه ''الحوار'' في مكتبه في مقر الحزب في حيدرة، اجتماع اليوم السبت لأحزاب التحالف الرئاسي الذي سينعقد بمقر ''الجبهة'' أنه يندرج ضمن سلسلة الاجتماعات، الغاية منها هو إعداد الندوة الوطنية والتي سيعلن فيها بوتفليقة ترشحه للاستحقاقات القادمة، زيادة على ذلك فقد كشف أنه سيجرى الاتفاق على أجندة العمل المستقبلي لهذه الانتخابات لكي يحقق الانسجام وتعبئة المواطنين والمناضلين لهذا الموعد. وتابع بوحجة في هذا السياق، أنه سيتم تحديد أيضا استراتيجية إعلامية تخص التجمعات بغية تفادي لقاء قيادات أحزاب التحالف في نفس توقيت إلقاء الخطب الانتخابية المتعلقة بإبراز حصيلة مشاريع الرئيس بوتفليقة. وفي موضوع ذي صلة بالاستحقاقات القادمة، رد سعيد بوحجة على سؤال ''الحوار'' المتعلق بقراءته السياسة لنفي الرئيس الأسبق ليامين زروال الترشح في استحقاقات 2009 الرئاسية، حيث اعتبر المتحدث أن الرئيس زروال شخصية لها احترامها ووعيها الكبير، ولا يمكن لها أن تدخل في معركة سياسية من لا شيء، بل ذهب بوحجة للقول إن الرجل يعرف جيدا أنه عندما يتحقق نوع من الإجماع فلا بد أن ينضم إليه الكل. وأضاف بوحجة أن إعلان الرئيس زروال باعتزاله السياسة هو بمثابة قفل الباب أمام العناصر التي تتحدث باسمه وخاصة أن الترويج لمثل هذه المسائل قد أصبح ''موضة'' هذه الأيام. وإلى حالة الانشقاق التي عرفها موقف نواب الغرفة السفلى للبرلمان من اللائحة الداعمة لما يحدث لشعب غزة المحتل، هنا شدد محدثنا على أن ''بعض العناصر تود استغلال دماء أشقائنا في فلسطينالمحتلة لإظهار المواقف الخاصة بها والتي في غالب الأحيان تسير ضد التيار وضد حتى مصالح وأهداف ما يأمل وما يتطلع إليه''، مضيفا بالقول ''فخلافا لما اعتمده رئيس البرلمان، وهو التمسك بقانون المجلس الذي لا يسمح في الخوض في المسائل الخارجية راح البعض يود فتح الساحة لمهاترات لا علاقة لها بما يحدث لأشقائنا الفلسطينيين''. وأضاف ''نعتقد أن في الجزائر إجماع شعبي تجسده مواقف الدولة، ولا خلاف في هذه الثوابت والمواقف الرسمية والشعبية حول القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن بوتفليقة يجسد هذه الإرادة وهذا بإقامة جسر جوي مستمر لمساعدة الأشقاء، موضحا بالقول ''إننا سائرون على هذا المنحى لدعم الفصائل دون فئة معينة من خلال ما يحتاجونه من دعم للمقاومة ومن دواء وسيارات إسعاف وغيرها من مواد التموين. واعترف محدثنا أن هذا يتطلب تراخيص وإجراءات صعبة لإيصالها، لكن نؤكد استمرارنا، وأشار أن خروج الشعب الجزائري في مسيرات هو تعبير صادق لما يؤمن به الشعب الجزائري، وترجمة لهذه الإرادة، وهذا ما ينبغي فهم أنه لا مجال لاستغلاله من طرف أي جناح. وفي ختام اللقاء، أكد سعيد بوحجة عضو أمانة الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني ''أن الأفلان يعتقد أن إصلاح الجامعة العربية أصبح أكثر من ضرورة ملحة، لما لها من دور كبير في حياة العرب أجمعين، مشيرا أنه قد أدخلت بعض المسائل الإصلاحية في وقت سابق لتجعلها أداة تنظيم فعال يعكس إرادة الدول العربية ويبرز نوعا من الممارسة الديمقراطية داخل الجامعة العربية لاسيما في ظل غياب التوافق الكلي أوقلته''. وأشار أن ذلك ما يجعل قرارات الجامعة في غير مصلحة الشعوب ومصلحة الدول العربية وهو ما يمثل حجرة عثرة أمام القرارات لفصل القضية الفلسطينية، وبالتالي لا بد من إدخال تغييرات وإصلاحات على بنيتها التنظيمية ولكي تتمكن من تطوير أساليبها التسييرية ولكي تستجيب أيضا لتطورات المجتمعات العربية.