الصورة غنية عن التعبير كشف أحدث تقرير للسنة الجارية صادر عن قبل منظمة اليونيسيف، يخص حالة الأطفال في العالم، أن احتمالات وفاة النساء أثناء الحمل أو بعد الولادة جرّاء مضاعفات الولادة ترتفع 300 مرة في الدول النامية مقارنةً بالنساء في البلدان المتقدمة. * وفي الوقت ذاته، تزيد احتمالات وفاة الطفل الذي يولد في البلدان النامية أثناء الشهر الأول من حياته 14 مرة تقريباً مقارنةً بالطفل الذي يولد في البلدان المتقدمة، ففي كل سنة تموت أكثر من نصف مليون امرأة نتيجة لمضاعفات الحمل أو الولادة، من بينهن حوالي، 70 ألف حالة تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة، ومنذ عام 1990 تسببت المضاعفات المرتبطة بالحمل والولادة في وفاة عشرة ملايين امرأة. * وتعتبر الجزائر واحدة من بين 129 دولة استطاعت تخفيض نسبة الوفيات في هذا المجال، وهي تسجل، حسب إحصائيات رسمية، 28.78 وفاة من بين ألف ولادة حيّة وتحتل بذلك المرتبة الثالثة على مستوى المغرب العربي بعد موريتانيا 68.07 والمغرب الذي يسجل 38.85 وفاة من بين ألف ولادة حية، حيث استطاعت الجزائر تخفيض نسبة الوفيات عند الأطفال بنسبة 50 بالمائة. * ورغم ذلك تبقى حالات الإهمال ونقص التكفل بالحوامل المسجلة ببعض مؤسساتنا الصحية بحاجة إلى المزيد من الرعاية والاهتمام، سيما بعد الحوادث المتكررة في المدة الأخيرة والتي أودت بحياة نساء ومواليدهن الجدد. والإحصائيات التي كشفت عنها عمادة الأطباء تشير إلى تجاوز عدد الشكاوى المتعلقة بالأخطاء الطبية المرتكبة في المستشفيات العمومية والعيادات الخاصة بالجزائر والتي لا تزال محل تحقيق من قبل عمادة الأطباء، 200 قضية، أغلبها متعلقة بطب النساء والتوليد والجراحة المعمقة، حيث سجّل مؤخرا سبع ضحايا نتيجة أخطاء طبية في أقل من أسبوع. * وحسب ما تتداوله الأوساط الطبية المختصة فإن هناك ارتباطا وصلة وثيقة بين صحة وبقاء الأمهات على قيد الحياة وصحة وبقاء مواليدهن الجدد، وكثرة التدخلات التي تُنقذ حياة النساء اللائي أنجبن حديثاً تعود بالفائدة أيضاً على مواليدهن، كما أن الأمهات والرضَّع على حد سواء عرضة للخطر في الأيام والأسابيع التالية للولادة، وهي فترة بالغة الأهمية للقيام بتدخلات تُنقذ الحياة، من خلال النظافة العامة السليمة، وتقديم المشورة بشأن العلامات التي تدل على وجود خطر على صحة الأم والمولود حديثاً. * وبينما يتحسن عالمياً معدل بقاء الأطفال دون سن الخامسة على قيد الحياة، ما زالت مستويات المخاطر التي يواجهها الرضع في الأيام الثمانية والعشرين الأولى من عمرهم مرتفعة بشكل مخيف، وعلى صعيد مواز يبقى التقدم الذي تحقق فيما يتعلق بتخفيض الوفيات النفاسية أقل، فالتصدي للمخاطر الصحية لم يكن بنفس القدر بالنسبة للأمهات، ففي الدول النامية تموت امرأة بين كل 76 امرأة وهي في مرحلة النفاس، مقارنة بوفاة امرأة بين كل 8 آلاف امرأة في البلدان المتقدمة.