انتعشت أمس أسعار النفط في الأسواق العالمية على وقع التصريحات الأخيرة للأمين العام لمنظمة أوبك عبد الله البدري بإجراء تخفيضات جديدة للإنتاج، في الاجتماع المقبل للدول الأعضاء شهر مارس إذا اقتضت الضرورة لتحقيق التوازن. وارتفعت أسعار العقود الآجلة لمختلف خامات للنفط إلى ما فوق ل 40 دولار أمس الأول عند الإقفال، حيث حققت زيادة بنحو دولارين للبرميل في غضون يومين فقط. وجاء صعود الخام بعد أن نقلت وكالة رويترز للأنباء على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي بسويسرا تصريحات عبد الله البدري،آذ يعتبر ذلك بمثابة مؤشر قوي على أن منظمة البلدان المصدرة للبترول التي تضخ نحو ثلث الإمدادات العالمية مستعدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات لوقف انخفاض أسعار البترول، التي تراجعت بنحو 100 دولار للبرميل منذ جويلية .2008 وتعقد أوبك اجتماعها التالي بشأن تحديد سياسة الإمدادات في 15 من مارس بفيينا النمساوية، بعد أن اتفقت في لقاء وهران على خفض الإنتاج بحوالي 2ر4 مليون برميل يوميا - تعادل حوالي خمسة بالمائة من الطلب العالمي اليومي - منذ سبتمبر لتعزيز الأسعار المتداعية. وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري أن الطلب العالمي على النفط في جانفي سينخفض 500 ألف برميل يوميا إلى 3ر85 مليون برميل يوميا في عام 2009 وذلك استنادا إلى تنبؤات بأن الاقتصاد العالمي سينمو بنسبة 2ر1 في المائة. وأكد ديفيد فايف كبير محللين في وكالة الطاقة الدولية أن الدول المنتجة للنفط خارج منظمة أوبك ستخفض الإنتاج إذا هوت الأسعار دون 35 دولارا للبرميل، غير أن هذا الإجراء قد يكون كافيا لإيقاف تدهور سعر البرميل، بقدر ما يتوقف على الأوضاع الاقتصادية خلال الأسابيع القليلة القادمة وما تفعله أوبك في الربع الأول للعام الجاري.