كشف روائي وكاتب وصحفي بالقسم الثقافي لوكالة الأنباء الجزائرية “إدريس بوسكين” للاتحاد عن إصداره الجديد الذي اختار له عنوان “ثلاث سنوات في روسيا: على خطى السلاف والتتار وشعوب القوقاز” ، أنه قدم نظرة بارونامية للمجتمع الروسي من الداخل ، و عرف روسيا للقراء بصفة لا يعرفها عامة الناس ، كما أبرز الكاتب أيضا حجم التنوع الثقافي و العرقي الذي يوجد داخل المجتمع الروسي . و أضاف إدريس قائلا : حاولت أن أعطي أيضا الأقليات أو المجموعات العرقية أو الإثنية التي تسكن في روسيا من مئات أو آلاف السنين حقها في الوجود لدى لقارئ الجزائري أو القارئ العربي لأنوا أغلب القراء ينسبون كل المجد و الثناء للروس فقط.” وواصل الباحث ” رغم أن الكثير من هذه الأمجاد صنعها غير الروس”، كما أكد إدريس أنه حاول في إصداره هذا أن يكون موضوعي ، موضحا انه أبرز نوع من الحقائق التي لا نعرفها عن روسيا من الداخل . كما ركز الباحث خاصة على منطقة القوقاز وعلى شعوب أسيا الوسطى ، و على الشعوب الناطقة باللغة التركية سواء في منطقة القوقاز أو في منطقة صبيريا أو في منطقة أسيا الوسطى ، لأن هذه الشعوب كان لهم ثأثير كبير سواء تاريخي أو ثقافي أو حتى علمي ، و أوضح قائلا : “على سبيل المثال، حاليا التاتار هم ثاني أكبر عرقية في روسيا بعد الروس و التاتار هم شعب تركي الأصل أي ناطق بالتركية و لغته هي التاتارية و أيضا من إحدى اللغات التركية، التاتار شعب عظيم ومثقف جدا و يبرز في جميع المجالات” . و يعتبر كتاب “ثلاث سنوات في روسيا: على خطى السلاف والتتار وشعوب القوقاز” إصدار جديد باللغة العربية في “أدب الرحلة” يعود من خلاله إدريس بوسكين لسنوات دراساته العليا (الماستر) في روسيا (2005- 2008) التي منحته متعة التعرف على ثقافاتها وشعوبها وقومياتها واستكشاف فنونها ومعالمها وشخصياتها وكذا مدنها العريقة سواء التي درس بها كفارونيج Voronej وموسكو Moscou أو التي ارتحل إليها كليبيتسك Lipetsk وكازان Kazan وسان بطرسبرغ Saint Pétersbourg فدوّن معايشته ومشاهداته وآرائه عن ماضيها وحاضرها ووصف تجاربه الحياتية رفقة زملاء الصف القادمين من مختلف البلدان وأصدقائه من العمال المهاجرين من آسيا الوسطى، كما تعمق في تناول التاريخ غير الرسمي للبلاد وواقعها السياسي وكذا رصد الحضور التاريخي والحضاري للروس إلى جانب العديد من الجماعات العرقية والدينية والثقافية التي تسكن تلك البلاد الشاسعة والآسرة من العالم وعلى رأسها التتار وبقية الشعوب الناطقة بالتركية بمنطقة القوقاز والأورال l'Oural وسيبيريا La Sibérie وبلدان آسيا الوسطى l'Asie Centrale والتي تدخل كلها اليوم في إطار ما يوصف اليوم بالمجال الحضاري للثقافة الروسية، إنها روسيا الجمال والتاريخ والتنوع والتناقضات بعيون جزائرية .. إن هذا المؤلف الذي يتناول في أسلوب حكائي مشوق ماضي روسيا وحاضرها هو بمثابة دراسة وصفية تاريخية ثقافية أنثروبولوجية للبلاد ولشعبها “السلافي” الغالب ولمختلف جماعاتها البشرية الأخرى التي أثرت ومازالت تؤثر فيها بعيدا عن العجائبية المفرطة التي ميزت كتابات الأولين. و للإشارة إدريس بوسكين، روائي وكاتب وصحفي بالقسم الثقافي لوكالة الأنباء الجزائرية، من مواليد عام 1983، حائز على الماستر في علوم الإعلام والإتصال من جامعة موسكو (روسيا) عام 2008، يجيد عدة لغات وله العديد من المؤلفات في الأدب والصحافة والسياسة الدولية والفكر: رواية “علي والبحر” (الأردن/ 2017) و”الإعلام والاتصال في العالم: الهند والصين نموذجا” (الجزائر/ 2012) و”الهجرة إلى أوروبا: الإسلام في أوروبا” (الأردن/ 2013) بالإضافة إلى كتاب “أميركا من الداخل: الهجرة والأقليات” (الجزائر/ 2015).