❊ يجب الاستمرار في الوقاية وعدم التركيز على اللقاح اعتبر الدكتور محمد ملهاق، بيولوجي سابق بمخابر التحاليل الطبية، وباحث في علم الفيروسات، انخفاض عدد الوفيات ونزول عدد الإصابات إلى مستوى محسوس مؤشرا إيجابيا للوضعية الوبائية في بلادنا، على غرار دول العالم، وأرجع ذلك إلى عدة أسباب اجتماعية وعلمية، محذّرا في المقابل من الاحتكاك الذي يقع بعدة أماكن عمومية لاسيما الشواطئ. وفي تفصيله لأسباب تراجع عدد الإصابات قال الدكتور ملهاق، في اتصال مع "المساء" إن احترام التدابير الوقائية من إجبارية وضع الكمامة والالتزام بالتباعد الجسدي، وكذا اقتناع المواطنين بخطورة الوضع أنتج وعيا اجتماعيا ملحوظا، أسهم بشكل كبير في تضييق دائرة انتشار العدوى، والتحكم في الوضعية الوبائية وهذا بفضل عمليات التحسيس والنوعية التي تقوم بها مختلف الجهات الرسمية وفواعل المجتمع المدني، فضلا عن عمليات الردع التي أتت ثمارها "خاصة بالنسبة للمتمردين والمستهترين الذين يقعون تحت طائلة التغريم، بل هناك من كان لا يؤمن بتاتا بوجود هذا الفيروس الخطير". ويذكر الدكتور ملهاق، بأن هناك أسبابا علمية تتعلق بطبيعة الوباء الذي أكدت بشأنه كبرى المخابر العالمية تغير طبيعته الجينية، حيث أصبح سريع الانتشار لكنه أقل تأثيرا، "بمعنى أنه فقد جزءا من قوته وشراسته التي ظهر بها منذ أشهر في عدة بقاع من العالم". استمرار تطبيق القواعد الصحية صمام أمان ويؤكد المصدر أن ما حدث في العالم يحدث في بلادنا، حيث انخفضت نسبة الوفيات وتراجع عدد الإصابات الذي ارتفع إلى حدود 700 حالة كأقصى حد لينزل إلى ما دون ال400 إصابة، "وإذا صح اعتباره مرحلة الذروة للفيروس، فلا توجد بعد ذلك ذروة، لكن رغم ذلك فإن استمرار تطبيق القواعد الصحية هو الضمان لعدم تسجيل موجة أخرى خاصة أمام فتح المرافق العمومية كالمقاهي والشواطئ". وأشار محدثنا إلى أن المختصين ينتظرون ما ستؤول له نتائج الوضعية الوبائية بعد أسبوعين، خاصة مع حالات الاحتكاك التي تكون قد حصلت بعد فتح الشواطئ والمنتزهات، مشيرا إلى أنه رغم أن الفيروس لا ينتشر في مياه البحر، لكن الخطر يوجد في الشاطئ، حيث يتطلب الأمر التزام المواطنين بالتباعد ووضع الكمامة، أما بالنسبة للمساجد فذكر محدثنا أن المكلّفين بتسييرها أكثر صرامه في تطبيق القوانين. يجب التركيز على الوقاية وليس على اللقاح من جهة أخرى أكد الباحث ملهاق، على أنه ينبغي الاهتمام بأمر الوقاية أكثر من التفكير في اللقاح "والذي رغم الإعلان عن اكتشافه إلا أنه لم يطرح في السوق بعد، ولا يوجد الآن في أيدينا حل للمصابين، إلا بروتوكولات يجتهد من خلالها الأطباء في التخفيف من حدة الوباء. كما نبّه محدثنا إلى أمر يعتبره هاما، وهو أنه يجب على المصابين بالفيروس ألا يخفوا مرضهم ويخجلوا من التصريح بإصابتهم سواء للأقارب أو غيرهم، "لأن إخفاء الاصابة يؤدي إلى الإضرار بالغير، لاسيما ضعفاء المناعة والمصابين بالأمراض المزمنة الذين يفتك بهم الفيروس بسهولة".