دعا الدكتور محمد ملهاق، البيولوجي السابق بمخابر التحليلات الطبية والباحث في علم الفيروسات، إلى ضرورة ترك فاصل زمني يقدر بحوالي 15 يوم على الأقل، بين أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا واللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية، مع تجنب أخذ لقاح الانفلونزا بين جرعتي لقاح كوفيد 19، وذلك في إطار توصيات احترازية للوقاية من مضاعفات قد تحدث في حال لم يتم احترام الفاصل الزمني المشار إليه. وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور ملهاق، في اتصال ل "الاتحاد"، اليوم الأحد، أن تأثير لقاح الأنفلونزا الموسمية يختلف عن تأثير اللقاح المضاد لفيروس كورونا، لأن الأول مضاد لفيروسات الأنفلونزا، فيما يخص الثاني فيروس كورونا المستجد، بمعنى أن كل لقاح موجه ضد فيروس معين. هذا، واعتبر الباحث في علم الفيروسات، التطعيم ضد فيروس كورونا، "أولوية" في هذه المرحلة، باعتبارها جائحة عالمية وعملية التلقيح مهمة جدا لتحقيق المناعة الجماعية والحد من انتشار الفيروس، مشيرا في السياق نفسه، إلى أن التطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية كذلك مهم جدا لحماية الأشخاص الذين يعانون من أمراض الحساسية ومن لديهم مناعة ضعيفة وكذا الأشخاص المسنين. في سياق ذي صلة، أشار الدكتور ملهاق، إلى أن الدراسات العلمية أثبت أن التراخي والتهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من تفشي فيروس كورونا المستجد، يؤدي في كل مرة إلى تسجيل موجة جديدة، وبالتالي الاستمرار في حالة التراخي سيتبعه تسجيل موجة جديدة لانتشار الفيروس، فوفق مبدأ السببية والحتمية "توفر نفس الأسباب يؤدي إلى نفس النتائج"، وبما أنه لم يتم بعد الوصول إلى تحقيق مناعة جماعية، وفي ظل استمرار ظهور فيروسات متحورة جديدة يبقى الحذر مطلوبا، وعلى المواطنين التقيد الصارم بإجراءات وتدابير الوقاية للحد من تفشي فيروس كورونا. تجدر الإشارة، إلى أن الجزائر سجلت خلال الأيام القليلة الماضية، تراجعا ملحوظا في عدد إصابات فيروس كورونا المستجد، حسبما كشفت عنه الحصيلة اليومية لوزارة الصحة.