أختتمت سهرة أول أمس فعاليات مهرجان الهواة في طبعته 46، بساحة دار الشباب محمد مرسلي، بعد أسبوع من النشاط بمشاركة 12 فرقة، بحضور لجنة التحكيم برئاسة لطفي بن سبع.وتمثلت توصيات لجنة التحكيم، في إعادة النظر في القانون الداخلي للمهرجان وفلسفته، وكذا أهدافه المسطرة، وأيضا إعادة النظر في آليات ومنهجية التقاء الفرق المتنافسة، والارتقاء بجودة المهرجان.وقد ذهبت جائزة أحسن أداء نسوي ل "إيمان أوسليمان" لدورها في مسرحية "ليلة رعب" من بودواو ولاية بومرداس، بينما أحسن أداء رجالي كان من نصيب تاسليت محمد الطاهر، عن دوره في مسرحية "السي المخرج" بمليانة.وقد حازت مسرحية "عروس قوس قزح" للمخرج عبد الرحمان هوش على جائزة أحسن نص، وأحسن سينوغرافيا فاز بها عرض "ليلة الحجاج الأخيرة" التي أدتها فرقة الرسالة من المسيلة، وتحصلت مسرحية "السي المخرج" على أحسن إخراج إشوداد شفيق، كما كانت جائزة اللجنة أحسن عرض مميز من نصيب مسرحية "افريقيا" من أداء فرقة الموجة لولاية مستغانم.بينما تحصلت مسرحية "من خلف الأبواب" من قسنطينة لتأديتها أحسن عرض متكامل على الجائزة الكبرى.والأكيد أنه رغم النقائص المسجلة في هذه الطبعة في مستويات عديدة ضمنها غياب الورشات التكوينية والتربصات ومناقشة مختلف مفاصل سؤال مستقبل وراهن المسرح الهاوي في الجزائر لحفر مكانة جديدة لمسرح الهواة بعيدا عن الحسابات الشخصية واللوبيات يبقى الفنان المسرحي الهاوي في الجزائر ونحن في أعقاب الطبعة ال46 يحلم بالكثير لأن النضج والإيمان بقدرات هؤلاء الشباب من الجزائر العميقة بهمومها وتحدياتها ورهاناتها وشكل مسرح الهواة في مستغانم وعبر أجيال متعاقبة بيتا دافئا للهواة نتمنى أن لا يتحول إلى ثلاجة لتجميد الإبداع لأن المطلوب هو دفع وتشجيع القدرات المسرحية الشابة وتشجيعها بعيدا عن الحسابات السياسوية التي طالما حطمت مشاريع الثقافة الجادة والمؤسسة والجزائر تستدعي منا الحب و المثاقفة.حسب رجال المسرح الذين شاركوا في لجنة التحكيم الخاصة بالتصفيات عبر كل جهات الوطن ، فإن رؤيتهم تعاكس ذلك ، حيث يرون أن مستوى الفرق التي ستتقدم إلى هذه الطبعة هي دون المستوى المطلوب ، وقد أرجعوا ذلك إلى عدة اعتبارات ، منها انعدام التكوين الفعلي والقاعدي للفرق المسرحية ، قلة الدعم والمساندة من قبل الهيئات المسؤولة وكذا انعدام المقرات التي تعد محورية في حياة أي عمل مسرحي ، هذه المعطيات الموضوعية أثرت وبشكل سلبي حسب العارفين بهذا الفن على جل الفرق الهوية التي ستتقدم هذه السنة إلى مستغانم ، وعليه يبقى مستوى الفرق الهاوية محدود إن لم نقول متدني ، خاصة وأنها باتت لا تعالج في مسرحيتها مواضيع الساعة ، وهذا بسبب غياب النصوص والإبداع ، حيث أن المسرحيات التي ستقدم في الطبعة ال 46 ستكون حسب ما هو منتظر نسخة طبق الأصل و إلى حد بعيد بالمسرحيات السابقة ، حيث تعتمد خصوصا على الإقتباس ، لذا فمن المنتظر أن تشارك بعروض قديمة ، هذا يجرنا إلى تلك التوصيات التي كانت المهرجانات السابقة تخرج بها في كل سنة خلال حفل اختتام المهرجان والتي يمكن ان نقول اليوم عنها أنها إلى حد الآن مجرد بنود حبر على ورق ، حيث يعاد تكررها واستنساخها من لدن أعضاء لجنة التحكيم ضاربين عرض الحائط التوصيات السابقة ، للإشارة أن محافظة المهرجان لم تقرر بعد مكان إجراء العروض المسرحية لهذه السنة ، بسبب انعدام القاعات ، حيث لم تنتهي أشغال تهيئة القاعة الزرقاء لدار الثقافة ولد عبدالرحمان كاكي ، في حين أن قاعة إفريقيا لا زالت مغلقة أمام الجمهور وخارج الخدمة ، أما المسرح الجهوي فيبق هو الآخر وإلى حد الساعة بعيد المنال بسبب الأشغال الضخمة التي يعرفها ، لكن وبالرغم من كل هذه العوائق يبقى مهرجان مسرح الهواة مكسب للفنانين والمهم في كل هذا أنه يسمح لهم بالإلتقاء مع بعضهم البعض وتبادل التجارب ، أما بخصوص إدارة المحافظة التي يشرف عليها رشيد جرورو ، فإنها تعمل جاهدة من أجل إيجاد استيراتجية تسمح لها النهوض وترقية الفن السابع بالولاية ، ليبق السؤال المطروح هو ، هل ستتمكن الإعانات المالية التي تقدمها كل من الوزارة ، الولاية والبلدية لمسرح الهواة لمستغانم التغلب على كل هذه المشاكل ، أم سيبقى المسرح الهاوي وبالرغم من بلوغه سنه السادس من عقده الرابع يراوح مكانه بسبب انعدام الرؤية الواضحة وكثرة المشاكل والتي في الغالب ليست فقط مالية وتنظيمية