أحيى المئات من العائلات القاطنين بمختلف بلديات ولاية الشلف،خلال يومي أمس واليوم،وعدة الولي الصالح سيدي مكراز في أجواء روحانية و تضامنية تبرز بعمق روح التكافل و التآزر بين أبناء المجتمع.زاوية الولي الصالح سيدي مكراز " الواقعة على مسافة،تقارب 5 كلم من مقر بلدية بني بوعتاب،أقصى جنوب ولاية الشلف والمحاذية لولاية تسمسيلت،فيما تبعد عن دائرة الكريمية ب25 كلم وعن عاصمة الوالية 55 كلم.حيث اعتاد أحفاد الولي الصالح سيدي مكراز وخدامه من عدة أعراش من بني بوعتاب والبساكرة،أحياء هذه المناسبة السنوية والتي يكون موعدها مع أواخر شهر سبتمبر من كل سنة،وحسب الحاج أحمد بوخاوي،يتم التحضير لهذه الوعدة التقليدية قبل موعدها بأكثر من شهر،سواء إداريا ومعنويا وأيضا تنظيميا وذلك من أجل إنجاح التظاهرة.التظاهرة تحمل عدة أهداف منها،أحياء التقاليد،يقوم بها أحفاد الولي الصالح سيدي مكراز وخدامهم،كنصب خيم أو بناء بيت طوبي أو من القش بالقرب من الزاوية وذلك كون المنطقة حاليا مهجورة تماما من السكان،أين تعود الحياة مجددا ولمدة يومين كاملين،حيث تصبح المنطقة عامرة وآهلة بالسكان والحركة تدب فيها دون انقطاع،كما تتحول المساحات والفضاءات القريبة من الزاوية على شكل متاجر أو أسواق يباع ويشترى فيها كل ما هو استهلاكي،كما تعرض بها العديد من المنتوجات التقليدية من صنع سكان المناطق المجاورة كبني بوعتاب، بني جرتن،البساكرة،الجواهرة أو حتى من مناطق بعيدة،يعرضون بعض القادمين إلى هذه الوعدة بعض المنتوجات منهم بالخصوص القادمون من بعض المناطق من ولاية تسمسيلت،وعين الدفلى.أما من الجانب الروحي،يحتفل الزائرون من كل صوب وحدب في أجواء تضامنية وفي جو من الفرحة والتذكر وأيضا قراءة القرآن والتضرع إلى الله عزوجل،كما يقوم الشيوخ وكبار الشخصيات،العمل عل الإصلاح بين المتخاصمين والعدل بينهما،وبالقرب من الزاوية،يتم ترسيم حلقة تسمى بحلقة الزيارة،أين تقوم مجموعة من الرجال الصالحين بالدعاء للزوار وتمني لهم كل خير،كما يدعون لهم باليمن والخير والبركة والفرج على المهموم وصاحب الحاجة.أما المناسبة تكون في يوميين،اليوم الأول،يوم الجمعة، حيث يهب الرجال في جو تضامني،وذبح المواشي ليلة الوعدة،حيث تقسم على البيوت لإعداد وجبة الغذاء للضيوف القادمين من مختلف المناطق،أين يتسابق المكارزية أو خدامهم في استقبال الضيوف من أجل إكرامهم بالغذاء والذي غالبا ما يكون من طبق "الكسكسي" الذي يعد من الوجبات الرئيسية لسكان هذه المناطق.وفي صباح الوعدة أي يوم السبت،يتجمع المشائخ و السكان بالقرب من ضريح الولي الصالح سيدي مكراز لتلاوة القرآن الكريم وترديد مدائح دينية في مدح الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وتلاوة الفاتحة و الدعاء الجماعي.ومن جهتهن تجتمع النسوة في الفترة المسائية بالقرب من الضريح أو "الروضة" كما يطلق على تسميتها محليا في أجواء من التآخي و النفحات الإيمانية وهن يتبركن حسب المعتقدات السائدة في المنطقة.وحسب شيوخ المنطقة فإن الولي الصالح تعود جذوره إلى الساقية الحمراء،حيث أنتقل منها و رحل إلى هاته المنطقة وهو طفل صغير رفقة إخوة له،حيث ماتت والدتهم وتركتهم دون من يرعاهم،وفي الوقت الذي كانوا فيه يصرخون من شدة الجوع،تقدمت منهم لبؤة وأرضعتهم من حليبها بجانب صغارها،وحسب العديد من الروايات،يزعم أحفاد سيدي مكراز بأن الأسد لا يمكن أن يعتدي عليهم في أي حال من الأحوال وحتى وهو في أشد الهيجان والجوع،وحسبهم بقي وفيا لهم إلى الوقت الراهن،وحسبهم يدركون ذلك بدليل وبرواية واقعية.