من المرتقب أن يخرج رئيس الحكومة الأسبق،مولود حمروش، عن صمته للمرة الثانية إلى الساحة السياسة، بعد رسالته الأولى التي وجهها يوم 17 فيفري، ودعا من خلالها لإجماع وطني يساهم في تطور وازدهار البلاد، مؤكدا على ضرورة حماية مصالح البلد والمجتمع الواحد، وحماية كل الحقوق وضمان ممارسة كل الحريات". عودة "رجل الإصلاحات " للواجهة بعد غياب دام قرابة 15 سنة، عجل بخروج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد 24 ساعة فقط ، برسالة ثانية دافع فيها عن المؤسسة العسكرية بجميع مديرياتها، كما نفى القاضي الأول للبلاد كل الأخبار التي روجت في الفترة الأخيرة عن وجود صراع بين أجنحة السلطة، لكن إعلان بوتفليقة ترشحه مباشرة عقب رسالة حمروش، قطع كل السبل عليه لكسب ورقة مرشح السلطة ، فهل يعلن مولود حمروش ترشحه للدخول إلى المعترك الرئاسي ؟ أم أنه يفضل الاختفاء مجددا ؟ خاصة و أنها الفرصة الأخيرة لرجل الإصلاحات من أجل العودة إلى دواليب حكم البلاد في ظل سنه "71 سنة"، ومع عدم إعلان الرجل ترشحه من عدمه إلى حد الساعة، يبقى اسمه مطروحا بشدة من أجل شغل منصب نائب الرئيس الذي كثرت حوله الأقاويل و التأويلات، في حين ربطت عدة جهات ظهور ،حمروش، في هذا الظرف بالذات بأسباب تبقى مجهولة، وذهبت أخرى لاعتبار أن الظهور لم يأتي من فراغ، و إنما كان مدروسا مع تقديم ضمانات للرجل للعودة إلى تسيير البلاد، خاصة في ظل الظروف الصحية التي يمر بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.و معروف عن حمروش الذي قاد الحكومة بعد إلغاء نتائج انتخابات التشريعية سنة 1992 ، أنه من طبقة سياسية تتسم بالحكمة والرزانة والقدرة على طرح البدائل والحلول الناجعة للأزمات ومن هذا المنظور يرى البعض أن شخصية حمروش يمكن أن تحدث الإجماع، أو الحد الأقصى منه الذي يضمن الذهاب نحو رئاسيات تحمل معاني سياسية، وأفاقا وحلولا للمشاكل العالقة.