رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، التهديدات الإسرائيلية باتخاذ إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين ردا على مساعيهم للانضمام إلى منظمات واتفاقيات دولية، في حين لوّحت واشنطن التي ألقت بلائمة تعثر مفاوضات السلام على الطرفين بوقف وساطتها التي يقودها وزير الخارجية جون كيري.صرح مسؤول فلسطيني أن عباس رفض في اتصال هاتفي مع كيري مساء أمس العدول عن مساعيه الرامية للانضمام إلى المعاهدات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، كما أن الرئيس عباس أكد لكيري أنه لا تراجع عن خطوة التوقيع على الاتفاقيات الدولية، ومن جهته وقع عباس على طلبات الانضمام إلى 15 معاهدة واتفاقية دولية ردا على إلغاء إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من قدامى الأسرى الفلسطينيين وفق اتفاق لاستئناف المفاوضات في جويلية الماضي.وأما من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن الاتفاقيات التي وقعها الرئيس لا تشكل أي تهديد للمفاوضات، كما أكد المسؤول الفلسطيني نبيل شعث أن عباس لم يكن يسعى لإغضاب كيري بل لتسليط الضوء على تقاعس إسرائيل عن الأسرى.في حين تفجرت الأزمة عندما رفضت إسرائيل الإفراج عن مجموعة من السجناء الفلسطينيين بموجب اتفاق جرى التوصل إليه بوقت سابق، ما لم يقدم الفلسطينيون ضمانات بأنهم سيواصلون المحادثات بعد الموعد النهائي الذي تحدد لها في البداية، وهو 29 أبريل الجاري، كما قررت السلطة الفلسطينية تقديم طلبات الانضمام لمنظمات ومعاهدات دولية ردا على موقف تل أبيب.ومن جهتها كانت الحكومة الإسرائيلية قد صعدت في هذه الأثناء من تهديداتها للفلسطينيين بتنفيذ عقوبات انتقامية ضدهم، كما أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون طلبا من رئيس الإدارة العسكرية التي تدير المناطق الفلسطينية الجنرال يواف موردخاي اقتراح سلسلة إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين، ومن جانبها، أعلنت وزارة الداخلية أنها أعطت موافقتها على مشروع بناء متحف للآثار مثير للجدل في حي سلوان الفلسطيني بالقدس الشرقية المحتلة، كما أوضحت الوزارة الإسرائيلية أنها استمعت للاعتراضات على المشروع لكنها رأت أنه سيسمح بعرض اكتشافات أثرية مهمة، وسيساهم بصفته نقطة جذب للسياح في تطوير مدينة القدس، في حين رفض الفلسطينيون ترخيص السلطات الإسرائيلية لمبنى لا علاقة له بالتاريخ الفلسطيني، وأما من الإجراءات العقابية التي تعتزم إسرائيل اتخاذها تجميد الترخيص الممنوح لمشغل الهواتف النقالة الفلسطيني لتطوير شبكة البنى التحتية في قطاع غزة، في حين تعتزم أيضا تقليص أنشطة الفلسطينيين بالمنطقة "ج" بالضفة الغربية المحتلة حيث هناك مستوطنات وممارسة إسرائيلية للسيطرة المدنية والعسكرية الكاملة، كما لوّحت تل أبيب بتجميد نقل الضرائب التي تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية.وعلى وقع هذه التطورات في الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن أسفه لقيام الطرفين خلال الأيام الماضية بخطوات قال إنها غير مواتية، كما أشار كيري إلى أنه رغم إبداء الطرفين رغبتهما في مواصلة المفاوضات فإنه لا يمكن التفاوض إلى ما لا نهاية، مؤكدا أنه سيجري مع إدارته تقييما دقيقا لدور واشنطن في سلام الفلسطينيين والإسرائيليين.ومن جهته قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن مسؤولية إيجاد أرضية مشتركة تقع على عاتق القادة الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعاهم إلى اتخاذ ما وصفها بالقرارات الصعبة من أجل عملية السلام, مضيفا أن كيري زار المنطقة مرارا على أمل التوصل لاتفاق سلام.وفي ظل تعثر المفاوضات، صرح مصدر على اطلاع بالمحادثات أنه من المرجح أن يلتقي المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون غدا الأحد مع المبعوث الأميركي مارتن إنديك لبحث السبل المحتملة لإحراز تقدم.وأما في تطور آخر تجمع عشرات من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب أمام سجن عوفر للاحتجاج على قرار إلغاء إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى. بينما اعتصم آخرون عند البوابة الرئيسية من القدس إلى بيت لحم مرددين هتافات مناهضة للاحتلال، قبل أن تقترب القوات الإسرائيلية وتطلق قنابل الصوت والمدمعة تجاههم وتصيب عدة حالات بالاختناق.