أعلن الرّئيس الفلسطيني محمود عبّاس الثّلاثاء أنّ القيادة الفلسطينية اتخذت قراراً بالانضمام إلى 15 منظمة ومعاهدة دولية في الأممالمتحدة، وتزامن قرار عباس مع إلغاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري زيارته المقرّرة إلى رام الله الأربعاء. تأتي هذه الخطوة من عباس رداً على خرق إسرائيل الاتفاق القاضي بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، وقد حظي هذا القرار بتصويت علني وإجماع من القيادة الفلسطينية. وأكد عباس في كلمة أمام إجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله مساء الثلاثاء أن هذا التوقيع هو حق للفلسطينيين. وأوضح أن هذا لا يعني فتح مواجه مع الإدارة الأميركية، مؤكداً أنّه سيستمر في الاتصال مع الإدارة الأميركية لإيجاد حلّ عادل للقضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات وأنّه لن يغير نهجه التفاوضي بما يضمن إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 والقدس عاصمة لهذه الدولة، وتسوية قضية اللاجئين وفقاً لقرار الأممالمتحدة 194. وقال إنه سيوقع مزيداً من الاتفاقيات للانضمام إلى منظمات أخرى. وأضاف أنّ إسرائيل أخلفت وعدها 9 مرات بشأن إطلاق الأسرى، وأكد أن الفلسطينيين مستمرون في طريق ”المقاومة السّلمية الشعبية”، وما يضمنه القانون الدولي. وجاء التوقيع على طلبات الانضمام إلى المنظمات والمعاهدات الدولية خلال اجتماع ترأسه للقيادة الفلسطينية في مقره في رام الله. وكانت إسرائيل أعلنت الثلاثاء طرح عطاءات لبناء مستوطنات جديدة مستبقة عودة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى رام الله. فقد أعلنت حركة ”السلام الآن” الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، الثلاثاء، أن إسرائيل أعادت طرح عطاءات لبناء 708 وحدات استيطانية في القدس الشرقية. وقالت المسؤولة عن ملف الاستيطان في المنظمة، هاغيت أوفران: ”تسعى وزارة الإسكان (الإسرائيلية) بقوة إلى تقويض عملية السلام وجهود كيري”، مشيرة إلى أن العطاءات هي في مستوطنة ”جيلو” في القدس الشرقية. وكان كيري غادر القدس، الثلاثاء، للمشاركة في اجتماع لحلف شمال الأطلسي الناتو في بروكسل. وعقد كيري جولة ثانية من المحادثات، صباح الثلاثاء، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في مسعى لإنقاذ المفاوضات التي تعثرت عقب رفض إسرائيل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين المتفق عليها في إطار اتفاق استئناف المفاوضات. وكان مقرراً أن يعود كيري إلى المنطقة والالتقاء بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، في محاولة لإنقاذ محادثات السلام المتعثّرة. و صرّح المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي جاي كارني الثلاثاء إن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يتخذ قراراً بالإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي المدان جوناثان بولارد. وقال كارني ”جوناثان بولارد أدين بالتجسس وهو يمضي عقوبته”. وأضاف ”ليس عندي أي جديد آخر لتقديمه لكم بشأن وضع السيد بولارد. من الواضح أن هناك أموراً كثيرة تحدث في ذلك المجال ولن أستبق المناقشات الجارية”. أبو ردينة: ”الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية إفشال مهمة كيري” ومن جهته، حمّل الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن إفشال مهمة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، من خلال تنصلها من اتفاق إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى. وأضاف في تصريحات صحفية، مساء اليوم الثلاثاء، أنّ ”الجهود والمساعي المتواصلة التي بذلت خلال الأيام الماضية، والتي كان آخرها لقاء كيري مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث رفض الأخير وبشكل فاضح تنفيذ التزامه بما يخص إطلاق الدفعة الأخيرة من الأسرى”. وتابع حديثه ”أمام هذا الموقف، والتزاما من القيادة الفلسطينية بواجبها ومسؤوليتها أمام شعبها، وحرصا منها على مصداقية وجدية العملية السياسية التي تتعرض لانتهاك سافر من قبل حكومة إسرائيل، فقد اتخذت الحد الأدنى من الإجراءات المتمثلة في تقديم طلب الانضمام إلى عدد من الاتفاقيات الدولية، دفاعا عن ما تبقى من الشرعية الدولية وحقوق شعبنا الوطنية”. وقال أبو ردينة: ”إن الحكومة الإسرائيلية هي من أسقط ومزق اتفاق أوسلو واستباحته بالكامل، من خلال سياستها الاستيطانية الوحشية التي تلتهم الأرض الفلسطينية؛ وكان آخرها إعلان اليوم عن إقامة 700 وحدة استيطانية جديدة، التي لن تنطلي على أحد مزاعمها بالحرص على اتفاق أوسلو والتمسح به”. وختم النّاطق باسم الرئاسة تصريحه قائلا: أن القيادة الفلسطينية تدعو جميع الأطراف الدولية وبخاصة الولاياتالمتحدة إلى ممارسة ضغوطها على الحكومة الإسرائيلية لحملها على الوفاء بالتزاماتها بشأن إطلاق الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى، وجميع التزاماتها الأخرى بحسب الاتفاقيات الموقعة حتى يمكّن إنقاذ ما تبقى من عملية السلام، واستعادة بعضا من مصداقيتها التي داستها جرافات الاحتلال والاستيطان.