بين الهواء المنعش والحرارة الشديدة والغيوم الحزينة واشراقة تفاؤل ، تجري الفصول الأربعة لتأخذنا في رحلة على مدار السنة ليتحد الطقس ويمسي مزيجا متكاملا من شخصية الإنسان فدرجات الحرارة والرطوبة واتجاه الهواء يماثل في مزاجيته أحوال النفس البشرية، التي تتأثر بها وتؤثر فيمن حولها، ليخلد الإنسان في تناغم مع الطبيعة.ومع ارتفاع درجة الحرارة واقتراب فصل الصيف و انتهاء موسم الشتاء بدأت الملابس الصيفية في إزاحة الملابس الشتوية لتأخذ مكانها على أرفف المحلات والواجهات، لينطلق المواطن الجزائري إلى ارتياد المحلات التجارية بحثا عنها خصوصا للصغار، ومن المثير للاهتمام، رؤية المحال التجارية تعج بالألبسة الخفيفة التي توحي بحرارة شديدة وإيذانا بقدوم الصيف المفترض، المقتصر على بضع نسمات عليلة في أوقات جد قليلة، ولكن المثير للاهتمام أن واجهات المحلات استغلت إقبال المواطنين على الألبسة الصيفية لتضع أمامها الملابس الشتوية مستغلة فرصة رفع أسعار الصيفية وتنزيل الشتوية وذلك من أجل التخلص من المخزون السابق مع عروض وصلت فيها نسبة التنزيلات إلى 50٪ في بعض الأحيان والسبب كما يرى بعضهم إلى أنها موضة انقضت والمواطن يبحث عن كل ما يجاري الحداثة، لذا يقوم البعض باستنفاد آخر فرصة لها عن طريق التخفيضات كعادتها نهاية كل شتاء، هذه العملية أسالت لعاب عدد كبير من المواطنين، حيث تسنت لهم فرصة اقتناء سلع ذات جودة ونوعية حتى ولو كان ذلك في نهاية موسم الشتاء لتكون جاهزة السنة المقبلة.وفي جولة ل «الاتحاد» بالمحلات عن حركة الأسواق وأسعار الألبسة كانت لنا اللقاءات التالية: نستغل موسم الصيف لنبيع سلعة الشتاء مرزاق صاحب محل للألبسة قسم محله إلى قسمين الأول للملابس الشتوية صولد والآخر للألبسة الصيفية التي كما لاحظنا أن أسعارها ليست في متناول الأسر المحدودة الدخل، وعندما سألناه قال: عروض التخفيضات تكون لفترة محدودة على أغلب الألبسة الشتوية كما أم موضتها قد تنقضي وأجد نفسي خاسرا، لأن الإقبال عليها يقل السنة المقبلة، أما عن سعر الألبسة الصيفية فقد وصفها بالحديثة المواكبة للموضة بألوانها الجميلة الزاهية التي تسحر العيون وتجذب المشترين من كل حد وصوب لذلك سعرها مرتفع قليلا حسبه . تذمر من ارتفاع أسعار ملابس الأطفال بدورها أكدت سعيدة مواطنة أنها فوجئت بغلاء ملابس الأطفال الصيفية خلافا عن ملابس الكبار، قائلة." استغلال المواسم أصبح عادة في مختلف الأسواق، وما دمنا اليوم في بدايات موسم الصيف فإن المحلات التجارية قد أخرجت ما بداخل مخازنها من ملابس صيفية للكبار والصغار، لكن ما لاحظته هو أن ملابس الصغار غالبا ما تكون أسعارها مضاعفة وهو ما أعتبره استغلالا سيئا لمشاعر الأسر، لذلك أطالب بحماية المستهلك والتصدي لهذه الظاهرة ووضع حد لارتفاع الأسعار مما أدى إلى إقبال الكثيرين على محلات "الشيفون" و هروب الزبون من المحل التجاري". وجدوا فرصة وانتهزوها ليقاطعها نور الدين تاجر قائلا:" اختلاف الأسعار بين البضاعة نفسها يعود إلى المكان الذي تتواجد فيه المحلات التجارية، فهناك فارق كبير بين المحل المتواجد في الأبيار وحيدرة والمحلات المتواجدة في باب الوادي وساحة الشهداء، وهذا ما بات واضحا للعيان، لا بل إن بعض البضائع الموجودة في الأسواق أكثر تحملا من تلك الموجودة في محلات تصنف بالمحلات الراقية، كما أن استغلال المواسم سمة بارزة لدى التجار في كل زمان ومكان، لذا لا يمكن توجيه اللوم للتجار في هذا الخصوص، فهم وجدوا فرصة وانتهزوها، وهم يعلمون أنه لا أحد يستطيع دفعهم لخفض الأسعار ما دام ثمن استيراد البضاعة من الأسرار التي لا يطلع عليها إلا رب المحل. مصاريف تعود لتؤخذ من جيب المشتري فيما ينفي محمد كلام كليهما قائلا: صحيح أنني وضعت تخفيضات على السلع الشتوية ولكن أسعار معروضات الملابس الصيفية في الأسواق، تعد الأفضل، قياسا بالأعوام السابقة، حيث تتماشى مع الموضة الدارجة، بالإضافة إلى أن أسعارها في متناول الجميع، دون أن ننسى أننا محلات يلحقها أجور شحن وضرائب مالية وفواتير كهرباء ومياه وهاتف وما إلى ذلك وهذه كلها تلحق بسعر الفستان أو السروال، ومن المؤكد أن جميع هذه المصاريف تعود لتؤخذ من جيب المشتري الخاسر الأول والأخير، على عكس باعة الطرقات الذين لا ضريبة عليهم. عندما يميل الميزان لصالح العرض وترى هاجر صاحبة سلسلة محلات أن ميزان العرض والطلب بالنسبة للملابس الشتوية ما زال يميل لصالح العرض في هذه الأيام، لكن بعد أسابيع قليلة ستتغير النتيجة لصالح الطلب، وبالتالي سترتفع أسعار الملابس الشتوية التي ما زالت أسعارها في متناول اليد وعلى الجميع اقتناؤها قبل دخول موسم البرد، لأن الإقبال سيكون كبيرا على شراء هذه الملابس في الأيام المقبلة حسب رأي هاجر، وتضيف لتقول: بطبيعة الحال الملابس الصيفية تكون ذات أسعار غالية نوعا ما لأنها جديد ومستوردة وتجاري الموضة، لذلك أسعارنا معقولة بالنسبة للبلدان الشقيقة كمصر والمغرب وتونس.و تبقى كفة المقارنة بين العرض والطلب تميل دائما لصالح الطلب، وهذا هو المعيار التجاري في كل الأسواق.