بعد السيطرة على مجمع للمؤتمرات كان رمزا لسلطة تنظيم الدولة الإسلامية في سرت تمكنت قوات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، الخميس، من السيطرة على قصور الضيافة الرئاسية والفندق المتاخم لها، بالإضافة إلى الحي السكني الثالث، بمدينة سرت، شمال وسط البلاد.وجاء ذلك غداة تحقيق تلك القوات تقدماً كبيراً تمثل في استعادتها مقار عدة أبرزها مجمع «واغادوغو» الواقع في قلب المدينة، والذي يعد مقر القيادة الرئيسي لتنظيم الدولة الاسلامية فيها.وقال محمد الغصري، المتحدث باسم عملية «البنيان المرصوص» التابعة للمجلس الرئاسي إن «العملية العسكرية انطلقت ظهر الخميس بعد ورود معلومات تفيد بضعف وجود مقاتلي التنظيم في مبنى الفندق الرئاسي المتاخم للقصور مما عجل بالسيطرة عليه خلال أقل من ساعة». وأضاف الغصري أن «سرعة سقوط معقل كانت تعول عليه داعش كثيراً (الفندق) شجع القوات على المضي في العملية لتسيطر في وقت قصير على القصور الرئاسية أيضاً»، لافتاً إلى أن وجود التنظيم كان ضعيفاً في الموقعين.وأشار إلى أن فرق الهندسة العسكرية، التي بدأت في تمشيط الموقعين، كشفت عن وجود جثث 12 مقاتلاً للتنظيم فيما فرّ ما يقارب ال20 إلى الأحياء السكنية المجاورة. وتابع: «لقد تأكد لنا أن التنظيم فقد أغلب مقاتليه، لكنه يعول الآن على الاحتماء بمساكن المدنيين، التي ننتظر تأكيدات بخلوها من ساكنيها قبل بدء عملية السيطرة عليها».وتعتبر منطقة قصور الضيافة الرئاسية المتاخمة لميناء سرت، من أهم المناطق التي يتحصن داخلها مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية وتتوزع على مساحة كبيرة تضمّ عدداً من المقار التي أنشئت في عهد النظام السابق لاستقبال الوفود الرئاسية. في السياق ذاته، قال الغصري إن المعارك انتقلت مساء الخميس ضد مقاتلي التنظيم إلى الحيين السكنيين الثالث والأول، شمالي سرت، وتمت السيطرة على الحي الثالث سريعاً وبدون مقاومة كبيرة، فيما لا يزال القتال دائراً (حتى الساعة 19.40 تغ) في الحي الأول».وأشار إلى قرب انتقال القتال إلى الحي السكني الثاني الذي بسقوطه ستنتهي المعركة في سرت بشكل نهائي. وبين الغصري أن معارك الخميس خلفت قتيلاً واحداً من قوات المجلس الرئاسي و12 جريحاً، دون الحديث عن قتلى التنظيم لافتاً إلى أن الأحياء السكنية الثالث والثاني والأول، خالية تماماً من سكانها مما سهل عملية تقدم القوات.وقال مصدر عسكري في مدينة سرت، الجمعة، إن القيادي في تنظيم الدولة الاسلامية المُكنّى أبو محمد وليد البوعيشي قُتل في الاشتباكات التي دارت الخميس بين قوّات «البنيان المرصوص» وعناصر التنظيم في سرت.وأوضح المصدر إن البوعيشى كان أحد قضاة ما سُمي بالمحكمة الشّرعيّة التابعة للتنظيم والتي أصدرت العديد من أحكام الإعدام في حق أبناء مدينة سرت. وأضاف أنّ أبو محمد وليد البوعيشي هو من سكان مدينة أجدابيا، التحق بتنظيم أنصار الشريعة، قبل أن ينضمّ إلى تنظيم الدولة الاسلامية.وتشكل خسارة سرت انتكاسة كبيرة للدولة الإسلامية التي ستخسر المدينة الوحيدة التي سيطرت عليها بالكامل في ليبيا. وقد يعزز ذلك في الوقت نفسه الحكومة المدعومة من الأممالمتحدة والتي تكافح لبسط سلطتها في بلد يموج بالخصومات السياسية والمسلحة.وتقود كتائب من مدينة مصراتة القريبة المقاتلين بعدما صدت تقدماً للتنظيم جنوبي المدينة في مطلع أيار/ مايو قبل أن تتقدم شرقاً نحو سرت وتحاصر المتشددين في وسط المدينة الساحلية. وتشكل خسارة سرت انتكاسة كبيرة للدولة الإسلامية التي ستخسر المدينة الوحيدة التي سيطرت عليها بالكامل في ليبيا. وقد يعزز ذلك في الوقت نفسه الحكومة المدعومة من الأممالمتحدة والتي تكافح لبسط سلطتها في بلد يموج بالخصومات السياسية والمسلحة.وفي مقابلة مع صحيفة كوريري دي لا سيرا الإيطالية يوم الثلاثاء قبل أحدث تقدم للقوات الحكومية قال رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج إنه يعتقد أن هزيمة الدولة الإسلامية في سرت «لن تستغرق وقتاً طويلاً. ربما بضعة أسابيع وليس أشهراً». وقال عيسى إن مقاتلي الكتائب عثروا على منزل استُخدم كمصنع للأحزمة الناسفة واستولوا على عدد من السيارات العسكرية التي استخدمها التنظيم بعضها متضرر وبعضها في حالة جيدة. وقال عيسى إن الوحدات الهندسية العسكرية تعمل حالياً على تطهير المناطق المحررة من الألغام.وقالت القيادة الأمريكية في أفريقيا إنها شنت سبع غارات في سرت يوم الأربعاء مستهدفة شاحنات منصوباً عليها مدفعية ثقيلة ومواقع قتال ومركبة محملة بعبوات ناسفة بدائية الصنع وشاحنتي إمداد. وشنت طائرات بدون طيار وطائرات مقاتلة أمريكية 36 غارة جوية منذ أول آب / أغسطس. ومن بين قوة قتالية قدر قوامها بنحو 6000 رجل لقي أكثر من 350 من مقاتلي الكتائب حتفهم وأصيب ما لا يقل عن 1500 منذ بدء حملة استعادة سرت.