تواصل تقدمها وتحاول دحر الجهاديين وطردهم من الأحياء المتبقية تحت قبضتهم واصلت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية صباح الاحد تقدمها في سرت حيث بسطت سيطرتها على مزيد من المباني وتحاول دحر الجهاديين من الاحياء المتبقية تحت قبضتهم بعد اربعة ايام على خسارتهم معقلهم الرئيسي في المدينة الساحلية.وأعلن المكتب الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» الرامية لإنهاء سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية الإرهابي على مدينة »سرت» الليبية، تقدم القوات التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، داخل الحي السكني الثاني شمالي المدينة.وقال محمد الغصري، المتحدث باسم العملية التي أطلقتها حكومة الوفاق في أيار / مايو الماضي «سيطرت قوات البنيان المرصوص على العمارات الهندية المحاذية للحي السكني الثاني، بعد معركة اندلعت صباح الأحد».وقال «العمارات الهندية تمركز مهم لقناصة التنظيم ومقاتليه الذين تحصنوا داخلها، فقربها وضيق الطرقات داخلها شكل لهم حماية طبيعية، وكان من الضروري اقتحامها وهذا ما تم اليوم». وأضاف أن القوات على الأرض في تقدم مستمر داخل الحي السكني الثاني، فيما يستمر القصف المدفعي لتمركزات التنظيم داخل الحي الثالث والأول».وشاهد مصورو فرانس برس مقاتلي القوات الحكومية وهم يحاولون التقدم باتجاه الحي رقم ثلاثة في سرت مستخدمين المدافع الرشاشة والأسلحة الخفيفة، بينما اعلنت قيادة القوات الحكومية بسط السيطرة على عمارات الف وحدة سكنية، مؤكدة انها تواصل التقدم باتجاه الحي رقم 1.وقال المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» في بيان الاحد ان «قوات البنيان المرصوص تبسط سيطرتها على عمارات 1000 وحدة سكنية -العمارات الهندية- وتستمر في التقدم باتجاه الحي رقم 2».من جهته قال محمد مصطفى الفقيه أحد القادة الميدانيين في سرت «حصل انهيار في صفوف العدو وعدم تنظيم الصفوف فاستغلينا الموقف وواصلنا تقدمنا لغاية قاعات واغادوغو والمصرف التجاري. حاليا نحن متمركزون في هذا المكان وان شاء الله في الأيام المقبلة نتقدم نحو شارع مراح وباقي الأماكن الموجود فيها العدو».وكانت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية احكمت سيطرتها السبت على مقر اذاعة للجهاديين وقال المركز الإعلامي لقوات البنيان المرصوص إن السيطرة على الاذاعة جاءت خلال «عملية نوعية» لم يعط أية تفاصيل عنها. وأشار البيان إلى أن مبنى الإذاعة هو «أحد أهم المراكز الإعلامية التابعة لداعش في سرت».وأوضح المركز أن التنظيم حول إذاعة المدينة إلى مركز إعلامي بثّ من خلالها «كلمة لأميرها أبوبكر البغدادي وخطباً للناطق باسم داعش أبو محمد العدناني»، كما أنه استخدمها «لبث الكثير من الدروس والخطب الدينية لأبرز شخصيات التنظيم مثل تركي البنعلي». واضاف ان «مبنى الاذاعة يعد أحد أهم المراكز الاعلامية التابعة لعصابة داعش بمدينة سرت ويقع بالقرب من مجمع قاعات واغادوغو».وقال المقاتل عمر الحسناوي ان الجهاديين «تم دحرهم من مجمع واغادوغو الذي كانوا متحصنين بداخله لاكثر من شهرين بفضل من الله ومن قيادة عملية البنيان المرصوص ومن الشباب الذي اتوا من جميع المدن الليبية لدحر هذا الطغيان و الارهابيين المتحصنين الان في الأحياء السكنية».وعن الأوضاع الميدانية الحالية في سرت، قال المتحدث باسم عملية «البنيان المرصوص» الغصري إن «الاشتباكات تدور بشكل متقطع منذ يومي الجمعة السبت بسبب إعادة ترتيب صفوف قواتنا لإطلاق آخر معاركها ضد مقاتلي التنظيم بالمدينة»، بدون أن يحدد أي موعد لذلك. ولفت إلى أن قواتهم تقصف تمركزات للتنظيم داخل الأحياء السكنية كما أنها تقوم في الوقت نفسه بتمشيط وتأمين المناطق والمواقع التي انتزعت من قبضة التنظيم خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين. وخلال هذين اليومين، حققت قوات «البنيان المرصوص» تقدماً كبيراً في سرت باستعادتها أكثر من مقر أبرزها مجمع قاعات »واغادوغو» الواقع في قلب المدينة، والذي يعد مقر القيادة لتنظيم الدولة الاسلامية فيها، ومستشفى «ابن سينا» القريب من المجمع ومصرف متاخما له.وقال محمد مصطفى الفقيه احد القادة الميدانيين في سرت «حصل انهيار في صفوف العدو وعدم تنظيم الصفوف فاستغلينا الموقف وواصلنا تقدمنا لغاية قاعات واغادوغو والمركز التجاري. حاليا نحن متمركزون في هذا المكان وان شاء الله في الايام المقبلة نتقدم نحو شارع مراح وباقي الاماكن الموجود فيها العدو».وداخل مباني جامعة سرت ومركز واغادوغو لا تزال الشعارات الجهادية شاهدة على فترة احتلال التنظيم المتشدد لهذه المباني. وعلى مدخل جامعة سرت رفع التنظيم شعاري «خلافة على منهاج النبوة» و»الدولة الاسلامية باقية وتتمدد» ولكن مقاتلي القوات الحكومية حاولوا تغطية هذين الشعارين بالطلاء.وفي قاعات مركز واغادوغو كان الدمار سيد الموقف، بحسب المصور الذي شاهد أمام المركز مجموعة من مقاتلي القوات الحكومية وهم يرفعون شارة النصر وبايديهم لافتة للتنظيم كتب عليها «نقاتل في ليبيا واعيننا على روما»، في اشارة الى التهديدات التي ما انفك التنظيم الجهادي يتوعد بها الأوروبيين بالسيطرة على عاصمة الكثلكة في العالم.وبعد ثلاثة اشهر على بدء عملية «البنيان المرصوص» لاستعادة سرت التي اصبحت في حزيران/يونيو 2015 معقل تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، اعلنت القوات الموالية للحكومة الاربعاء السيطرة على مقر قيادة التنظيم في مجمع واغادوغو للمؤتمرات.ومنذ انطلاقها في 12 ايار/مايو، قتل في عملية «البنيان المرصوص» اكثر من 300 من مقاتلي القوات الحكومية واصيب اكثر من 1800 بجروح.وقد دخلت القوات الموالية لحكومة الوفاق في 9 حزيران/يونيو الى سرت ونجحت في تطويق الجهاديين في وسط المدينة ثم طلبت مساندة الطيران الامريكي الذي بدأ في مطلع آب/اغسطس تنفيذ ضرباته على مواقع التنظيم المتطرف.