تمكنت جامعة عمار ثليجي بالأغواط التي احتفلت بعيد ميلادها الثلاثين من تحقيق خطوات ثابتة في سبيل الوصول إلى الجودة في التعليم العالي وتكريس الانفتاح على المجتمع. وقد اعتمد هذا الصرح العلمي هدفا له وعلى المدى المنظور قاعدة تغليب عامل النوعية على حساب الكمية ومساعدة المجتمع على النهوض وإحداث الإقلاع التنموي في شتى المجالات والميادين حسبما أكد عليه مسؤولو الجامعة، ولعل الدليل القاطع على نجاعة هذا التوجه بلوغ الكثير من خريجي هذه المؤسسة الجامعية في سنوات ماضية مراتب مشرفة في أكبر الجامعات العالمية من جهة ومساهماتها الفعالة في إثراء المشاريع المحلية، واجتازت جامعة الأغواط عبر مسيرتها الطويلة مع الإشعاع العلمي مراحل عديدة سواء من حيث الطبيعة القانونية لها أو من ناحية الهياكل البيداغوجية ونوعية التخصصات المتوفرة بها. من مدرسة عليا للتعليم التقني إلى قطب جامعي وطني كانت البدايات الأولى للتعليم العالي والبحث العلمي بولاية الأغواط سنة 1986 مع المدرسة العليا لأساتذة التعليم التقني والتي استمرت كذلك إلى غاية سنة 1997 عند تحويلها إلى مركز جامعي، وبقي المركز الجامعي على هذا الوضع حتى 2001 حينما حظي بالترقية إلى مصاف الجامعات ليشهد هذا القطب العلمي بعدها تغييرات على كافة المستويات أبرزها إعادة الهيكلة سنة 2010 والتي شملت وقتها الكليات والأقسام، وفي السنة الموالية تعزز قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بالولاية بمدرسة عليا للأساتذة تعد الخامسة من نوعها على المستوى الوطني ثم فتح ملحقة بآفلو لتتبع سنة 2013 بكلية للطب، وواصلت جامعة عمار ثليجي بالأغواط تدعيم مسارها الثري مع إيجاد المؤسسات البحثية بفتح مركز وطني للبحث في العلوم الإسلامية والحضارة سنة 2014 تبعه وإنشاء أقسام تحضيرية في العلوم و التقنيات في السنة التي بعدها. ومع مطلع السنة الحالية تم اعتماد هيكلة جديدة نتج عنها استحداث كليات جديدة على غرار كليتي الهندسة المدنية والهندسة المعمارية وكلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية والحضارة. تحديات كبيرة وطموحات أكبر لم يتوقف دور جامعة عمار ثليجي عند عتبة التعليم وتخريج الطلبة بل تعداه إلى مرافقة الحركية التنموية التي تشهدها المنطقة وتكريس مفهوم "الجوارية والانفتاح على المجتمع". وتربط الجامعة اتفاقيات عمل محلية على غرار تلك الممضاة مع شركة سوناطراك وأخرى مع مديرية الطاقة ومصالح الحماية المدنية وكذا الوكالة الوطنية لدعم التشغيل فضلا عن الاتفاقيات المبرمة مع جامعات وطنية ودولية، ويبقى التحدي الأكبر لمسؤولي هذا المرفق العلمي هو مرافقة تجسيد المركز الإستشفائي الجامعي وضمان التأطير الطبي وشبه الطبي الكافي وهو ما تتكفل به كلية العلوم الطبية التي دخلت عامها الثالث، وتجمع آراء محلية على القفزة النوعية والتوسع الملموس الذي تعرفه الجامعة من كافة الجوانب بما فيها الهياكل والتخصصات وحتى التأطير والجانب البيداغوجي، وفي هذا الصدد ينظر الشاب ساحي علي وهو طالب في طور الدكتوراه إلى النتائج المحققة في القطاع على أنها مكاسب تعكس التطور التنموي الحاصل بالولاية وتعد بمستقبل واعد للمنطقة. ويرى من جهته الأستاذ الجامعي عطاء الله طريف بأن جامعة الأغواط حجزت لنفسها مكانة لائقة بين الجامعات الجزائرية الأمر الذي حتم عليها تحمل التزامات إضافية اتجاه المجتمع ككل، للإشارة فإن جامعة الأغواط التي تحصي أكثر من 26000 طالب يؤطرهم 947 أستاذا تضم حاليا تسع كليات ومعهدا للتربية البدنية والرياضية ومركزا جامعيا بآفلو.