أكد كاتب الدولة الأسبق لدى الوزير الأول للاستشراف والإحصاء، بشير مصيطفى، "إن ست ساعات من شمس الصحراء على مساحة نصف مليون كيلومتر مربع تكفي لتخزين الطاقة الكهربائية لاستهلاك العائلات في الاتحاد الأوربي لمدة سنة كاملة"، وتبرز أهمية هذه الإشارة في الأزمة الطاقوية التي بدأت تلوح في أفق بعض الدول الأوربية وعلى رأسها كل من فرنسا وإسبانيا على خلفية الانسداد في أوكرانيا وتعطل المشروع الروسي التركي الأوربي ( ساوث ستريم ) عبر أنقرة. وأوضح مصيطفى في أعمال الملتقى العلمي الرابع للمركز الجامعي بتندوف المصاحب للموسم السنوي ( جاكن الأبر )، أن اقتناص فرص تنمية الجنوب تبدأ من اقتناص إشارات المستقبل في مجال الأسواق والتحولات التجارية الكبرى ومنها تحول التجارة المبنية على التصنيع من الشمال إلى القارة الإفريقية آفاق العام 2063 وهو تاريخ استكمال الخطة الإفريقية للنمو .وعرض كاتب الدولة السابق، خطة طريق لتحويل ولاية تندوف من مجرد حيز جغرافي يمتص منتجات خارجية وأجنبية إلى إقليم ذكي يدمج الإنسان والفرص المتجددة والحيز الجغرافي في سلة واحدة من الحلول الذكية تسمح للولاية من التحول إلى قطب اقتصادي مندمج في السوق الوطني وفي العمق الإفريقي في نفس الوقت . وعن الخطة المذكورة التي تمتد لعام 2030 فهي – في رأي كاتب الدولة – تعتمد على خمس استراتيجيات أهمها تطوير رأس المال الاجتماعي والمحلي وتطوير الإطار العمراني وتفعيل المحتوى الصناعي وباقي عوامل النمو إلى جانب مواكبة مهن المستقبل في مجال الخدمات التجارية والطاقات المتجددة والمياه والفلاحة الصحراوية .ومن الجانب التقني عرض مصيطفى برنامج عمل من عشرين عملية ذات محتوى إقليمي تصب في إطلاق مدينة اقتصادية جديدة في الجنوب متخصصة في التجارة الحرة تجاه إفريقيا ودول الجوار تتغذى من مخرجات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى جانب المعادن وصناعة الحديد ثم المنتج اللامادي في السياحة والثقافة والحياة الروحية.