إعداد:خديجة قدوار تعيش الأحزاب السياسية مرحلة حاسمة في تاريخها نظرا لأهمية الحدث المقبلة عليه والمتجسد في الانتخابات التشريعية التي تؤهلها للوصول إلى قبة البرلمان، وسيزداد التنافس بين الأحزاب المشاركة حدة من خلال البرامج التي ستطرحها في التجمعات الشعبية وحتى من خلال الشعارات الرنانة التي ترمي لاستمالة المواطنين ودفعهم للتصويت لصالح هذا أو ذاك. ويركز المشاركون في الانتخابات التشريعية على البرامج كونها الوسيلة للتواصل مع المواطنين ونظرا لأهميتها ضمن الحملات الانتخابية، خاصة وأنها محل للتنافس بين الأحزاب، لذا سخرت لها كل الامكانيات المادية والبشرية لتكون في المستوى و لضمان الفوز في ظل منافسة شديدة. البرامج والشعارات ستغزو الساحة الوطنية..قريبا ينتظر أن تغزو البرامج والشعارات الرنانة الساحة السياسية خلال الحملة الانتخابية، من خلال التجمعات الشعبية التي ستقام هنا وهناك، وحتى على شاشات التلفزيون أين ستخصص مساحة ما لكل تشكيلة سياسية مشاركة ضمن الشبكة البرامجية، كما أن شبكات الانترنت بمختلف صفاتها ستكون حاضرة في الموعد الانتخابي. وأكد القيادي في جبهة التحرير الوطني أحمد بومهدي في تصريح له أن مختلف اللجان تعقد اجتماعات متواصلة ينتظر أن تفضي إلى الاتفاق على البرنامج الوطني الذي سيتم توزيعه على مختلف ولايات الوطن. وأفاد المكلف بالإعلام بالتجمع الوطني الديمقراطي صديق شهاب- في تصريح له- أن " الأرندي" يستعد لانطلاق الحملة الانتخابية التي سيشرع فيها من إحدى ولايات الشرق الجزائري وسيتم خلالها الابتعاد عن الشعارات والتركيز على الصراحة واللغة المباشرة. وأوضح المكلف بالإعلام لدى تحالف "حمس" عبد الله بن عجيمية أن الأخير الذي يضم حركة مجتمع السلم وحركة التغيير اعتمد برنامجا موحدا أعدته الهيئة الوطنية الانتخابية المشتركة تحت شعار "معا لجزائر النماء والهناء" وسيكون الافتتاح أو التجمع الختامي للحملة مشتركا بين رئيسي الحزبين. هذا وسيحدد حزب العمال شعار الحزب والولاية التي ستنطلق منها حملته الانتخابية خلال هذا الأسبوع، في الوقت الذي قررت الجبهة الوطنية الجزائرية مباشرة حملتها من ولاية عين الدفلى للترويج لبرنامج الحزب الذي سيحمل شعار "التغيير والدفاع عن العدالة الاجتماعية". "الفايسبوك" و " التويتر" ..من مقتضيات المرحلة اتفقت أغلب الأحزاب المشاركة في التشريعيات القادمة على أهمية اقتحام الفضاءات الالكترونية لإيصال صوتها لدى شريحة كبيرة من المواطنين، معتبرة أن استعمال مواقع التواصل الاجتماعي أصبح ضرورة تقتضيها التحولات التي عرفها المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة. ويحضر المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني لعقد اجتماع يسطر فيه استراتيجية التواصل التي سيعتمدها خلال الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 ماي المقبل، حيث أكد القيادي في الحزب زحالي عبد القادر أنه سيتم اعتماد "برنامج وطني موحد" كان الأمين العام للحزب جمال ولد عباس قد أشار إلى خطوطه العريضة في اجتماعاته الأخيرة مع مرشحي الحزب، موضحا أن قيادة الحزب منحت استعمال "كل الوسائل المتاحة للتقرب من المواطنين". ومن جانبه أكد المكلف بالإعلام لدى التجمع الوطني الديمقراطي أن حزبه سيكون له "حضور متميز" على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لبرنامجه دون إغفال --مثلما قال-- "أهمية العمل الجواري الذي يعد وسيلة أثبتت نجاعتها". هذا ومن جانبه يعتبر تحالف حركة مجتمع السلم أن مواقع التواصل الاجتماعي من "أهم الفضاءات السياسية التي يمكن من خلالها التواصل مع الملايين من المواطنين"، وفقا لما أكده عبد الله بن عجيمية الذي شدد على أهمية استعمال هذا الفضاء من خلال الموقع الرسمي للحزب. كما ولم ينف القيادي أهمية العمل الجواري الذي ستكون له حصة كبيرة في استراتيجية التحالف الاتصالية خلال الحملة الانتخابية لأنه --كما قال-- "يتيح عملية الاتصال المباشر والتعرف على انشغالات المواطنين وفتح النقاش بشأنها". كما تفضل بعض الأحزاب تثبيت تواجدها الميداني على حساب الفضاء الافتراضي على اعتبار أن مواقع التواصل الاجتماعي تعد بمثابة "إضافة في الحملة الانتخابية والعمل الجواري يتيح التواصل مع كل شرائح المجتمع". عمارة: 940 قائمة ستخوض الحملة الانتخابية أعلن المدير العام للحريات العامة بوزارة الداخلية والجماعات المحلية لخضر عمارة أن 940 قائمة ستخوض رسميا غمار الحملة الانتخابية لتشريعيات ال4 ماي المقبل، والمقررة في ال 9 أفريل المقبل، وأشار عمارة خلال نزوله ضيفا على برنامج "ضيف التحرير" بالإذاعية الثالثة إلى أن " 181 قائمة تم رفضها من قبل لجنة الترشيحات بينما تم قبول 33 أخرى من قبل الهيئات القضائية بعد لجوئها للطعن". وبشأن مراجعة القوائم الانتخابية، أكد عمارة أنه خلافا لما تم ذكره دون أدلة قطعية، شهد الكثير من التحسينات بما في ذلك تطهيره من أسماء المتوفين، مشيرا إلى أن عدد الناخبين للاستحقاق المقبل بلغ رسميا 23 مليون و251 ألف و503 ناخب. أما عن عدم اهتمام الجزائريين بالانتخابات التشريعية بخلاف البلدية التي يرون أنها تهمهم وتهم محيطهم القريب بمشاكلهم اليومية، فأكد المسؤول ذاته:" دورنا هو تحسيس المواطنين بأهمية الانتخابات التشريعية المقبلة"، وفيما يتعلق بحياد الإدارة خلال الاستحقاق المقبل، أكد لخضر عمارة أنه لا يمكنه التصريح على مبادئ منصوص عليها في القانون".