سار حشد كبير من المواطنين من مختلف الأعمار صباح أمس بمدينة سطيف في مسيرة الوفاء للتذكير بمسيرة الدم لصباح يوم 8 ماي 1945 لكي لا تنساها الأجيال المتعاقبة. يمكن أن يمحى من الذاكرة الجماعية خاصة و أن تلك الأحداث الدامية التي ذهب ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد هي التي مهدت الطريق لاندلاع ثورة الأول من نوفمبر 1954، وقد شارك في هذه المسيرة التي تنظم في مثل هذا اليوم من كل سنة وفي نفس توقيت مسيرة 8 ماي 1945 المئات من المواطنين تتقدمهم السلطات المحلية و مجاهدون. و قد شكل المشاركون في المسيرة مربعات ضمت مجموعات كبيرة من المواطنين و أخرى لكل من براعم الكشافة الإسلامية الجزائرية و عديد الأسلاك النظامية على غرار الدرك الوطني و الجمارك و الشرطة و الحماية المدنية و ذلك تكريما و تخليدا لمن ساروا ذات 8 ماي 1945 على نفس المسار و قابلتهم قوات المستعمر الفرنسي بهمجية بشعة إذ برزت براعم الكشافة الإسلامية في المربع الأول يتقدمها حاملو باقة الزهور مما أعاد إلى أذهان الأحفاد صور تلك الأحداث الدامية التي عاشها رفقاء الشهيد بوزيد سعال في ذلك الوقت، و على نفس المسار سار الأوفياء انطلاقا من مسجد أبى ذر الغفاري (مسجد محطة القطار سابقا) مرورا بشارع أول نوفمبر (جورج كليمونسو سابقا) ثم شارع 8 ماي 1945 ليتوقف الجميع أمام النصب التذكاري حيث سقط سعال بوزيد الذي كان أول شهداء تلك المجازر. و قد تم بالمناسبة وضع إكليل من الزهور في مكان استشهاد سعال بوزيد و ذلك بالقرب من عين الفوارة بوسط مدينة سطيف، و كان من بين المشاركين أحد المواطنين "أحمد جودي 53 سنة" الذي إعتاد المشاركة منذ صغره كل سنة في هذه المسيرة والذي أعرب عن تأثره الشديد وهو يستحضر المشاهد الدامية من خلال الحكايات التي كانت تروى له عن ما عاشه الأجداد رغم أنه من مواليد ما بعد الاستقلال، قبل ذلك توجهت سلطات الولاية المدنية و العسكرية رفقة مجموعة من المجاهدين و بعض الولاة السابقين لسطيف و بحضور سفير دولة فلسطين لؤي عيسى إلى مقبرة سيدي السعيد بحي بوعروة بسطيف حيث جرت مراسم الترحم على أرواح شهداء 8 ماي 1945. و بعين المكان صرح رئيس مؤسسة 8 ماي 1945 الوطنية عبد الحميد سلاقجي أن هذه المقبرة يوجد بها قبران جماعيان يضم كل واحد منهما ما بين 21 إلى 23 شهيدا ليضافا كما قال- لقوافل شهداء الجزائر الذين قدر عددهم ب8 ملايين و500 ألف شهيد و ذلك طيلة الفترة الممتدة من 1830 إلى 1962 مستندا في ذلك إلى إحصائيات المؤسسة التي يشرف عليها. وستتواصل الاحتفالات بذكرى 8 ماي 1945 التي قد استهلت أول أمس إلى غاية اليوم بإقامة عديد النشاطات من بينها المهرجان الولائي للرياضات الأولمبية "أولمبياد مصغرة" بمشاركة 4500 عنصر وذلك بالمدرسة الوطنية للرياضات الأولمبية بالباز وإجراء التجارب الأولية لترامواي سطيف على مستوى حي 300 سكن.