أشار محللون أمريكيون إلى ان خلافات السعودية مع قطر لا تتوقف على الاسباب المعلنة بما في ذلك دعم قطر للجماعات الإسلامية المعتدلة والصحافة الحرة والحرص على عدم القطيعة مع الجار الإيراني وانما تعود إلى اسباب عميقة لها علاقة بالعلاقات مع الكيان الإسرائيلي المحتل. وقد رصد المراقبون الأمريكيون تقارير عدة تفيد بتزايد الادلة على التعاون السعودي الإسرائيلي في القضايا الامنية، ويرجع ذلك على الاغلب، إلى الاتفاق النووي الإيراني الذى رتبته ادارة الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما، ووفقا لآراء العديد من المحللين الأمريكيين، فقد اغتمنت إسرائيل والسعودية الحركة البطيئة للمحادثات النووية للتخطيط وتنظيم سيناريوهات مختلفة في حال اتجاه الأمور لوضع افضل او أسوأ لدرجة ادعاء صحيفة « تايمز اوف لندن» في عام 2013 بأن التعاون السعودي الإسرائيلي وصل إلى مرحلة جادة تتضمن الاتفاق على السماح لإسرائيل باستخدام المجال الجوي السعودي لشن هجوم على مواقع نووية إيرانية . وعبر الإسرائيليون عن ارتياح بالغ من التصرف السعودي ضد قطر، وعلى حد تعبير العديد من المحللين الأمريكيين، فإن الشرح السعودي للتحرك ضد قطر كان يكفى للاشارة على مدى تاثير العامل الإسرائيلي اذ اكدت الرياض مرارا بأنها تشعر بأن قطر تدعم القضايا الإرهابية في اشارة إلى دعم قطر للقضية الفلسطينية ومحاولاتها فك الحصار عن غزة . وقال المحلل جاك نوفاك في دراسة نشرتها عدة منصات إعلامية أمريكية من بينها «سي ان بي سي» إلى ان رفض قطر وقف التعامل مع قادة حركة المقاومة الفلسطينية ( حماس ) ادى إلى تكثيف الجهود السعودية بعد زيارة ترامب ضد قطر بحجة وقف النفوذ الإيراني المتنامي، واضاف نوفاك ان زيارة ترامب للشرق الاوسط بما في ذلك السعودية والكيان الإسرائيلي المحتل كانت اشارة تاييد للتعاون المتنامي بين الطرفين. والحسابات واضحة وفقا لاستنتاجات نوفاك، قرار السعودية بالضغط على قطر على دعمها لحماس بعد زيارة ترامب لا يبدو وكانه مصادفة، فالعدو الوحيد لحماس هو إسرائيل وليست السعودية مما يعنى ان المستفيد الحقيقي من الجهود السعودية لتجميد النشاطات القطرية هو الكيان الإسرائيلي . وتناول محللون أمريكيون قضية الادعاءات السعودية لقطر بأنها داعمة للإرهاب بشئ من الاستغراب، وقالوا ان السعوديين أنفسهم كانوا من الداعمين بشكل مباشر وغير مباشر لمختلف المنظمات الإرهابية في المنطقة، وتوصل الخبراء إلى استنتاج إلى ان الولاياتالمتحدة يجب ان تحذر من التعامل مع هذه الأخبار وكأنها علامة على نقطة تحول حقيقية . المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية التى اعلنتها بعض الدول العربية ضد قطر ستحقق امنية قديمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هي معاقبة اى دولة حرة لا تحاول تمزيق حماس ولكن الاستنتاجات الأمريكية تفيد بأن الجميع سيخسر من هذه الازمة وان مبررات العداء ضد قطر غير صحيحة اذ منعت قطر قطاع غزة من الانهيار منذ عام 2014 او الانتقال لحالة من الفوضى كما بذلت قطر جهودا هامة للحفاظ على الحديث مع التيار المعتدل في إيران وهي جهود مهمة جدا للتخفيف من حدة ومخاطر سباق التسليح الاقليمي .