أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الخميس، أن أولى رحلاته الخارجية منذ وصوله إلى البيت الأبيض ستكون نهاية الشهر الحالي إلى السعودية و"إسرائيل" والفاتيكان، المراكز الروحية للإسلام واليهودية والكاثوليكية على التوالي. وتضاف هذه المحطات الثلاث إلى مشاركته المعلن عنها في قمتي حلف شمال الأطلسي في بروكسل ومجموعة السبع الصناعية في صقلية نهاية الشهر الجاري. وقال ترامب في حديقة البيت الأبيض: "رحلتي الأولى إلى الخارج كرئيس للولايات المتحدة ستكون إلى المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وفي مكان يحبه الكرادلة في بلدي كثيراً، روما". وأضاف ترامب، أنه سيبدأ "باجتماع تاريخي حقيقي في السعودية مع قادة من جميع أنحاء العالم الإسلامي. فالسعودية تضم أكثر الأماكن قدسية لدى المسلمين". وقال مساعدون للرئيس، إن قرار جعل السعودية المحطة الرئاسية الأولى يعكس الجهود المبذولة في محاولة إعادة العلاقات مع العالم الإسلامي. وأضاف ترامب: "من هناك سنبدأ بناء قاعدة جديدة للتعاون والدعم مع حلفائنا المسلمين لمكافحة التطرف والإرهاب والعنف وتحقيق مستقبل أكثر عدلاً وأملاً للشباب المسلمين في بلادهم". وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، إن الهدف من ذلك هو عكس اتجاه "فك الارتباط الأمريكي عن العالم وبعض مشاكله الكبرى". وخلال فترة ولاية الرئيس باراك أوباما، كانت العلاقات مع دول الخليج، والسعودية خصوصاً، توترت بسبب التزامات إدارته مع إيران. وقد تعهدت إدارة ترامب التي تضم العديد من الجنرالات الذين لديهم خبرة شخصية مريرة مع الميليشيات التي تدعمها إيران في العراق ولبنان، بالرد على النفوذ الإيراني في المنطقة. ويشكل قرار ترامب زيارة السعودية خطوة غير تقليدية عادة. ورغم أن المملكة حليف الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة، فإن ترامب سيكون أول رئيس منذ جيمي كارتر لا يقوم بزيارة كندا أو المكسيك أولاً. وقال إريك بيلوفسكي، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمسؤول عن شمال إفريقيا واليمن في مجلس الأمن القومي خلال ولاية أوباما: "تبدو الزيارة بالنسبة لي جزءاً من جهود للتمييز بين إدارة ترامب وسلفها". وأضاف أن "الذهاب إلى هناك أولاً وليس إلى إسرائيل أو أحد جيراننا، كندا أو المكسيك، له أهدافه بشكل واضح، ويمكن أن يكون أساساً لتحركات أخرى مثل عملية السلام في الشرق الأوسط، وإيران وربما في أماكن أخرى". من جهته، قال لوري بلوتكين بوغاردت المحلل السابق في الاستخبارات الأمريكية ويعمل في المعهد ذاته، إن قرار ترامب سيبعث "إشارة مهمة للسعوديين بأن هذه الإدارة تريد أن تعطيهم الأولوية كشركاء رئيسيين في القضايا الإقليمية وغيرها". وبعدها، سيتوجه ترامب إلى "إسرائيل"، في الوقت الذي يريد فيه صنع السلام في الشرق الأوسط، محاولاً التوصل إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو هدف شغل أعداداً لا تحصى من الدبلوماسيين. ومن المتوقع أن يجتمع ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الزيارة. ولم يستبعد مسؤول كبير إمكانية توقف ترامب في الضفة الغربية. وقد استقبل ترامب، الأربعاء، الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض وتعهد المساعدة في إنهاء الصراع المستمر منذ عقود بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأوضح ترامب: "إنه أمر أعتقد بصراحة إنه ربما ليس بالصعوبة التي اعتقدها الناس طوال سنين". من هناك سيتوجه ترامب إلى الفاتيكان حيث سيستقبله البابا فرنسيس في 24 ماي. وسيحضر ترامب قمة الأطلسي في بروكسل، كما ستشكل قمة مجموعة السبع الصناعية في صقلية فرصة الجلوس وجهاً لوجه مع قادة أكبر الاقتصادات في العالم.