حذّر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية ”حماس” من ”مشروع أمريكي جديد لتصفية القضية الفلسطينية بغطاء عربي وبموافقة السلطة الفلسطينية”. وقال صلاح البردويل عضو المكتب السياسي في الحركة لوكالة ”قدس برس”، أمس الجمعة: ”بالتجربة، لا يمكننا أن نعتقد ولو لحظة واحدة أن الولاياتالمتحدة يمكنها أن تكون حليفا للعرب وللفلسطينيين، أمريكا منحازة دوما للكيان الصهيوني، وقد كانت وراء كل العدوان الصهيوني علينا”، مضيفا: ”لا نعتقد أن هناك إرادة أمريكية لحل القضية الفلسطينية، ولا نرى أن فلسطين تشكل أي أولوية في السياسة الخارجية الأمريكية”. ولفت البردويل، إلى أن ”واشنطن معنية باستعادة موقعها في المنطقة إزاء التقدم العسكري الروسي المحدود، ومعنية أيضا بمواجهة الغزو الاقتصادي الصيني، ولذلك من المستبعد وأمريكا تسعى لاستعادة هيبتها وتأمين مصالحها الاقتصادية في المنطقة، أن تكون القضية الفلسطينية ضمن أولوياتها”. وأكد البردويل أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس للأراضي الفلسطينيةالمحتلة، تدخل في إطار تأكيد انحياز الإدارة الأمريكية الجديدة للاحتلال. وحذّر القيادي في حلكة ”حماس”، من أن الإدارة الأمريكية ربما تفكر في مشروع سياسي ستلقيه على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض الشهر المقبل، ودعوته إلى استئناف مفاوضات مباشرة مع الاحتلال عبر مؤتمر إقليمي بغطاء عربي، يحصل فيه الفلسطينيون على كانتونات في الضفة ودولة في غزة”. وأضاف القول: ”أمريكا تستشعر حاجة الدول السنية في المنطقة لحمايتها من التمدد الإيراني، وهي مستعدة لذلك بثمن أن يغض العرب الطرف عن تصفية القضية الفلسطينية ولكن بموافقة فلسطينية، وهو أمر يمكن أن يقدمه عباس”. وقلّل البردويل من الرهان على أي قوة في العالم لتصفية القضية الفلسطينية، وقال: ”هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها القضية الفلسطينية للتآمر، ولذلك فإن هذه المحاولة الجديدة ستفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه كاملة غير منقوصة”، على حد تعبيره. وكان وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس شرع الخميس في زيارة إلى الأراضي الفلسطينية ضمن جولة شرق أوسطية بدأها من السعودية ومصر ثم تل أبيب، ستشمل أيضا قطر وجيبوتي. وخلال لقائه المسؤولين الإسرائيليين، يوم أمس، أكد ماتيس التزام واشنطن بأمن إسرائيل ضد كل التهديدات. وقال البنتاغون في بيان إن ماتيس ”سيعيد التأكيد على التحالفات العسكرية الأمريكية الرئيسية وسيبحث التعاون في مواجهة الأنشطة الساعية لزعزعة الاستقرار وإلحاق الهزيمة بالتنظيمات الإرهابية”. وكان البيت الأبيض قد أعلن قبل أيام أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سيستضيف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في واشنطن في 3 ماي المقبل، على أن الموضوع الرئيس بحث إمكانية التسوية السياسية وإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال. وفي السياق، ذكرت صحيفة ”الإندبندنت” البريطانية في مقال نشر على موقعها الإلكتروني يوم أمس، حمل عنوان ”مسؤولون فلسطينيون يحذرون من انتفاضة جديدة ضد إسرائيل في حال توفي الأسرى المضربون عن الطعام”، أنّ مسؤولين بارزين في الضفة الغربية انتقدوا بشدة حكومة الاحتلال بعد منعها لهم من زيارة بعض الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، والذين جرى توزيعهم على عدد كبير من السجون والمعتقلات لشتيتهم. وبدأ آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون كيان الاحتلال الإسرائيلي، إضرابا مفتوحا عن الطعام بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، ضد سياسة الإهمال الطبي، والانتهاكات، والاعتقال الإداري، والمحاكم الجائرة، ومنع الزيارات عنهم.ومن جهته أكّد البرغوثي في نداء وجهه من زنزانته على أن الأسرى خاضوا عشرات الاحتجاجات والإضرابات عن الطعام، وسقط خلال نصف قرن تحت التعذيب في الزنازين وفي السجون، وبسبب القتل العمد والإهمال الطبي المتعمد ما يزيد عن 200 أسير شهيد. وأضاف البرغوثي أن الاحتلال يزج سنوياً بآلاف الأسرى في غياهب السجون ومعسكرات الاعتقال، وتقوم بنقلهم خارج الأرض الفلسطينيةالمحتلة عام 1967، في انتهاك صارخ للمعاهدات والمواثيق الدولية.