بدأ العد التنازلي لرئاسيات 2019 حيث راحت بعض التشكيلات السياسية تعلن عن مرشحيها في وقت خيم فيه الهدوء على بعضها، وأعلنت أحزاب المولاة رغبتها في استمرار رئيس الجمهورية في الحكم حيث وجهت له دعوة صريحة للترشح لعهدة خامسة. وتشهد الساحة السياسية الوطنية حراكا ونقاشا واسعا بخصوص الموعد الهام الذي ترى فيه تشكيلات سياسية نقطة تحول هامة في مستقبل البلاد، بين دعاة للاستمرارية ومطالبين بالتغيير، في وقت لم تعلن إلا أربعة شخصيات عن ترشحها للسباق نحو كرسي المرادية. وخيم الغموض وسط الطبقة السياسية التي لم يفصح أغلبها عن دخول سباق الرئاسيات من عدمه، ويأتي هذا في وقت أعلنت فيه المولاة عن الانطلاق في حملة رئاسية مسبقة دعما لرئيس الجمهورية حيث ينتظر أن يلتقي اليوم رئيس التحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي، مع قيادات 15 حزبا سياسيا جزائريا، من أجل إعلان دعم ترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة. وكانت الحركة الديمقراطية الاجتماعية “MDS” قد قررت قبل سنة كاملة من الرئاسيات خلال مؤتمرها الاستثنائي في شهر أفريل المنصرم ترشيح فتحي غراس لخوض الانتخابات، ليكون بذلك غراس صاحب ال 45 سنة أوّل مترشح للرئاسيات المقبلة. كما أعلن ناصر بوضياف نجل الرئيس الراحل محمد بوضياف، ترشحه للانتخابات الرئاسية من خلال نشره لبيان في جوان الفارط، الذي جاء فيه “بعد يوم إحيائنا لذكرى 26 لاستشهاد سي الطيب الوطني قمت بالإعلان عن ترشحي للرئاسيات 2019”. وأكد بوضياف بأنه في بصدد طرح مشروع وطني قوي يحمل كل الحلول للخروج من الأزمة وتحقيق العدالة ورفع مستوى العلم والنهوض بالاقتصاد الوطني وتحقيق الديمقراطية الحقيقية، حسب ذات البيان. ويعتمد ناصر بوضياف في ترشحه على تاريخ والده الذي سبق له رئاسة الجزائر سنة 1992 واغتيل بعدها بخمسة أشهر. ومن جانبه، أعلن حزب التجمع الجزائري، عن ترشيح رئيسه علي زغدود للانتخابات الرئاسية 2019، وذلك خلال المؤتمر السادس للحزب الذي عرف مشاركة حوالي 410 شخص عن 35 ولاية من ولايات الوطن في ماي الفارط. وصنع علي زغدود الحدث في الرئاسيات الماضية من خلال خرجاته الإعلامية قبل أن يفشل في جمع التوقيعات التي تمكنه من دخول السباق. وكان آخر المعلنين عن ترشحه للرئاسيات النائب البرلماني السابق المثير للجدل، الطاهر ميسوم، المعرف ب “سبسفيك”، الذي اشتهر بخرجاته المدوية داخل مبنى زغود يوسف وانتقاده اللاذع للوزراء بطريقة بسيطة جعلت العديد من المواطنين يعجبون به ويتعاطفون معه.