- أحزاب الموالاة تواصل مطالبة بوتفليقة للترشح لعهدة جديدة لم يعلن أي حزب سياسي معتمد، لحد الآن، مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة ربيع سنة 2019، ما يوحي بأن كل التشكيلات السياسية واعية بمدى أهمية هذا الاستحقاق وتأثيره على مسار الحياة السياسية في الجزائر مستقبلا، علما أن الإصلاحات التي مست نظام الانتخابات والعملية الانتخابية ككل لقيت استحسانا ودعما من قبل جل السياسيين في الجزائر، خصوصا بعد استحداث اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات برئاسة دربال، واعتماد آليات حديثة في مراجعة القوائم الانتخابية. وتبرز المؤشرات السياسية قبيل أشهر عن موعد رئاسيات 2019 أن هذا الاستحقاق سيجري بدون مقاطعين وذلك بعد إعلان جل التشكيلات السياسية عن مشاركتها في الانتخابات الرئاسية المقبلة بما فيها تلك التي توصف بالمعارضة والراديكالية، بالمقابل، اختلفت صيغ المشاركة بين الاعتماد على مرشح من داخل الحزب على غرار الامدياس ودعم مرشح توافقي على غرار حركة الاصلاح الوطني. بالمقابل، تتطلع أحزاب الموالاة ممثلة في الافلان والارندي وتاج والحركة الشعبية والتحالف الجمهوري إلى موافقة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة على دعواتها له بالترشح لعهدة رئاسية خامسة. وكانت الحركة الديمقراطية والاجتماعية سبّاقة لإعلان ترشيح ناطقها الرسمي فتحي غراس للانتخابات الرئاسية في أفريل الماضي، وتلاها إعلان ناصر بوضياف نجل الرئيس الأسبق محمد بوضياف، نيته خوض الاستحقاق الرئاسي نهاية الشهر الماضي، على هامش الاحتفالية التي نظمت في مسقط رأسه بولاية المسيلة بمناسبة الذكرى ال26 لاغتيال والده. ويعتبر الامتداد السياسي والقاعدة الشعبية من أبرز المعوقات التي تقف بوجه الرجلين، فالحركة الشيوعية فقدت حضورها في القواعد الشعبية منذ رحيل قائدها الهاشمي الشريف، وغابت عن مختلف الاستحقاقات الانتخابية وعن مختلف المجالس المحلية والوطنية المنتخبة، بسبب تقلص نشاط الحزب وتراجع النفوذ الشعبي لبرنامجه وأفكاره السياسية. ومن جهته، يحاول ناصر بوضياف إحياء مشروع والده، والمتمثل في حزب التجمع من أجل الجزائر، ويراهن بوضياف على استقطاب الأنصار والمتعاطفين مع مشروع والده، وتوظيف الماضي النضالي له ليكون في صلب مشروعه السياسي. بالمقابل، اختارت أحزاب سياسية أخرى المشاركة في الرئاسيات المقبلة من خلال دعم مترشح توافقي من خارج الحزب، على غرار حركة الإصلاح الوطني التي أعلن رئيسها فيلالي غويني مؤخرا عن اعتماد صيغة المشاركة في رئاسيات 2019 بدعم مرشح من خارج الحركة وهذا في إطار شراكة سياسية وطنية تهدف الى تحقيق توافق وطني في المرحلة المقبلة. أما التشكيلات السياسية المحسوبة على كفة الموالاة، فقد اختارت منذ مدة تجديد دعمها لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة وناشدته للموافقة على ترشيحه لعهدة خامسة بغية مواصلة مسيرة الإنجازات، وكان حزب جبهة التحرير الوطني سباقا للمطالبة بالعهدة الخامسة قبل التحاق أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي وتجمع امل الجزائر والتحالف الجمهوري والحركة الشعبية بالركب، ومن ثمّة، تعالت أصوات الدعم والتأييد من طرف فاعلين في المجتمع المدني والمؤسسات المنتخبة، وفي مقدمتهم رئيسا غرفتي البرلمان عبد القادر بن صالح والسعيد بوحجة.