قواعد الإسلام الّتي بني عليها ولا يقوم إلاّ بها خمس كما في حديث ابن عمر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''بُنِي الإسلام على خمس... وحج البيت لِمَن استطاع إليه سبيلاً''، ولأن من مقاصد الإسلام وسماحته رفع الحرج والعنت إذ لا تكليف إلاّ بمقدور، فقد جعلت الاستطاعة شرطًا لوجوب الحج: {وَللهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ لِمَنْ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلاً}، والاستطاعة المطلوبة مادية وبدنية، إذ يُعْفَى الفقير الّذي لا يملك تكلفة الحج والمريض الّذي لا يقوى على أداء المناسك. لذلك وجدنا الإسلام يحث على اغتنام الفرص حيثما توفّرت القدرة والاستطاعة، ولهذا وجدنا من فقهاء المالكية مَن يوجب الحج على الفور، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''حجُّوا قبل أن لا تحجوا''. فاليوم أنتَ صحيح وغدًا مريض، واليوم لك مال وغدًا أنتَ مُفْلِسٌ، فدوام الحال من المحال. وهنا أسجِّل وللأسف الشّديد ما انتشر بين الجزائريين خصوصًا أن الواحد لا يفكِّر في الحج إلاّ بعد إحالته على التّقاعد وتزويج الأبناء والبنات مع أنّ حقوق الله مقدّمة على حقوق العباد.