اعترف الفنان القبائلي آكلي يحياثن في حوار مع ''الخبر''، بالاحترام الشديد الذي يوليه لخصوصيّات أمير الراي محمد خليفاتي المعروف بالشاب مامي. وقال إن قضيته ''لا تهمّني لا من قريب ولا من بعيد، كونها لا تتعدّى نطاق مبادئه وقيمه وكذا حياته الشخصية''. أيام قليلة تفصلنا عن النطق بالحكم النهائي على أمير الراي الشاب مامي، هل أنت مطلع على تفاصيل قضيته؟ صدّقيني أنه رغم مشاعر الاحترام والتقدير التي أكنّها للشاب مامي، غير أن قضيّته لا تهمّني لا من قريب ولا من بعيد. ما جعلني غير مطلع على تفاصيلها وحيثياتها، رغم الضّجة الإعلامية التي أحدثتها منذ أولى بوادرها إلى يومنا هذا. طفت على السطح، مؤخرا، موجة شبابية لا تحتكم إلى أدنى أبجديات القاعدة الفنية، ما تعليقك؟ (يبتسم).. أظنّ أنه من غير اللائق الحكم على أيّ فنان مهما كان مستواه، فأنا لا أملك الحق لانتقاد أو الحكم على أيّ واحد منهم، سواء هؤلاء الذين ينتمون إلى الجيل القديم أو الحالي. فمهما يكن يبقى لكل واحد منّا طابعه الخاص وبصمته المميّزة. لذا تجدينني عاجز عن إبداء أيّ رأي حول هذه الموجة الشبابية التي طفت على السطح في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للانتباه. ولكن مهما يكن مستواها فهي تملك جمهورها الخاص الذي بوسعه تقييمها والحكم عليها. وأتوقف عند الكمّ الهائل من الفنانين الشباب الذين أعادوا بعض أعمالي الفنية دونما استشارتي أو استئذاني، كون هذه المسألة تستفزّني كثيرا. ألا تعتقد أن عزوف بعض فناني منطقة ''القبائل'' عن الغناء باللغة العربية يعدّ تعصّبا؟ بداية، أودّ الإشارة إلى أنني عكفت لسنوات طوال على الاغتراف من سجل تراثنا الأصيل. كما أنني اجتهدت في تقديم أغان جديدة تحمل توقيعي الشخصي. غير أن هذا الأمر لم ولن يقف يوما حاجزا أمامي للتفتّح على الطبوع الغنائية الأخرى على اختلاف أطيافها وتباين لغاتها. فالفن لا حدود له، إنه كالبحر الذي لا ينضب ماؤه، حيث أننا كلّما غصنا فيه ازددنا غرقا. ضف إلى ذلك أن الفن لا يتوقف عند طابع محدّد أو لغة معيّنة، ولعل هذا ما أكسبني هامشا واسعا من الحرية في الأداء والانتقاء. وعليه فإن كل فنان حرّ في غناء ما يستسيغه ويهواه وبالكيفية التي يراها مناسبة له. كرّمت مؤخرا من طرف الأوركسترا السيمفونية الوطنية، في نظرك ماذا يضيف التكريم للفنان؟ التكريم يزيد من وزن الفنان، كما أنه يبعث في نفسه شعورا بالراحة والرضى عن النفس. لذا أنتهز هذه الفرصة لتوجيه تحية عرفان وامتنان لكل من كرّمني وأنا ما أزال على قيد الحياة. قاطعت عالم الإنتاج منذ سنة 1992، هل لنا أن نعرف الأسباب؟ صحيح أنني لم ألج الأستوديو منذ حوالي 18 عاما، وهو قرار نابع عن قناعة شخصية، أخاله قرارا صائبا في ظل المتغيّرات والمعطيات التي ألمّت، في الوقت الحاضر، بالساحة الفنية الجزائرية. وأحيطكم علما أن عودتي إلى عالم الإنتاج، متوقف على تحسّن الأوضاع. وعلى رأسها وضع حدّ نهائي لظاهرة القرصنة التي ألحقت أضرارا جسيمة بالفنانين. أعتقد أنه حان الأوان لتحرّك الجهات الوصية واتّخاذها إجراءات صارمة للقضاء عليها واستئصال جذورها.