أدانت، أمس، محكمة بوبيني الجنائية، أمير الراي، الشاب مامي، بتهمة محاولة إجهاض صديقته السابقة، وقضت بعقوبة 5 سنوات سجنا نافذا مع الإبقاء عليه رهن الحبس، وسلطت هيئة المحكمة عقوبة السجن 4 سنوات ضد القائم بأعماله السابق ميشال ليفي الشهير ب ''لوكور''، فيما نطق بحكم السجن غيابيا في حق هشام لزعر، وشريكه عبد القادر لالالي على التوالي 4 و 5 سنوات وإصدار مذكرة توقيف في حقيهما· ويأتي هذا الحكم بعد التماس المدعية العامة، أول أمس الخميس، الحكم بالسجن سبع سنوات على نجم الراي الشاب مامي المتهم بمحاولة إجهاض شريكته السابقة بالقوة، وطلبت المدعية العامة اوفيلي شامبو من محكمة بوبينيي الجنائية إبقاء نجم الراي في السجن· ''الجزائر نيوز'' حضرت المحاكمة ونقلت لكم تفاصيلها التي ستنشر عبر حلقتين، الحلقة الأولى ستكون اليوم··· ''بوبيني'' في ضاحية باريس، الساعة تشير إلى الثامنة صباحا، القنوات التلفزيونية الفرنسية تثبّت شاحناتها أمام قصر العدالة لنقل وقائع محاكمة محمد خليفاتي المعروف في فرنسا باسم الشاب ''مامي''· هذه المرة يعود الشاب مامي إلى ''بوبيني'' ليس لتنشيط حفل بدار الثقافة مثلما فعل صاحب ال 19 عاما في منتصف الثمانينيات، ولكنه يدخل المدينة التي سطع نجمه فيها من بوابة قصر العدالة رفقة مدير أعماله ومنتجه ''ميشال ليفي'' ثم الضحية ''إيزابيل سيمون'' التي كانت موضوع كل المناورات، وغاب عن جلسة المحكمة متهمان أساسيان في الملف يعتبران بالنسبة للمحكمة منفذّين لمخطط الخطف والاعتداء الجماعي على مصوّرة فناني الراي، متهم منهم يقيم في ضاحية باريس ولم يرد على دعوى العدالة، هو هشام لزعر، المدير الفني بمكتب ميشيل ليفي، والثاني عبد القادر لالالي، رجل أعمال· كان الشاب مامي بملامح وجه متجهمة، يرتدي قميصا رماديا، وسروالا أسودا، جالسا في ''بوكس'' المتهم، وخلفه شرطيان فرنسيان، وبين الحين والآخر يتجاذب أطراف الحديث مع محاميه، محامية فرنسية ومحامي جزائري، قبل أن يتطلع إلى وجوه الحاضرين في القاعة، من بينهم ممثلو وسائل الإعلام الفرنسية· أخذ المحامون أمكنتهم ثم القضاة، فرئيس المحكمة إلى حد الدقيقة التي دخلت فيها ''إيزابيل سيمون'' المدعوة ب ''كامي''، وبالقرب منها كانت تجلس محاميتها، وليس ببعيد كانت عائلتها، وفي القاعة كان يجلس بعض المتعاطفين وأصدقاء المتهمين والضحية· بدأ رئيس المحكمة في عرض حيثيات ''القصة التي يرجع تاريخها إلى صيف عام 2005، حينما تقدمت المصورة ''إيزابيل سيمون'' بشكوى في إحدى مراكز الشرطة بباريس، تقول فيها إنها أُقتيدت بالقوة إلى فيلا في العاصمة الجزائرية، وتم استعمال العنف ضدها وخُدرت بشرب العصير من أجل قتل جنينها''· حاولت المحكمة في بداية جلستها معرفة مقومات هذه القصة المروعة، تحدثت عن السيرة الذاتية لكل شخص في هذه القصة الدرامية· بدأت بالسيرة الذاتية لخليفاتي محمد بالشاب مامي'' الذي قال عنه بعضئالموسيقيين والعاملين في حقل أغنية الراي في فرنسا، بأنه شخص غير متكبر و ''جونتي''، يتمتع بتربية حسنة وأخلاق حميدة، وهنا علّقت القاضية وهي تنظر إلى الشاب مامي متعجبة: ''كل الناس يصفونك بشخص إيجابي!''· شهادتان فقط وصفتا أمير الراي بالبخيل، حيث قال أحد الموسيقيين في شهادته بأن مامي لا يصرف كثيرا، وبكل افتخار، ردّ الشاب مامي: أنا لا أصرف كثيرا، ولكن حينما أصرف··· أصرف! هذه هي الشهادة التي تقول عن مامي بأنه تغير وأصبح يفضل أن يفرض سلطته، فبالنسبة لمامي ليس لهذه التهمة أي معنى بقوله: ''لقد أصبحت رجلا مستقلا في تسيير أعمالي، لذلك ينظرلي البعض هكذا، وتبقى هذه نظرتهمب، وأكد مامي على تكتمه الشخصي بقوله ''كنت دوما متكتما في حياتي الخاصة، ولا أخالط أناسا كثيرين، وليس لدي أصدقاء، وكانت عائلتي في فرنسا هي فرقتي الموسيقية''· موضوع العلاقة الإنسانية والتجارية بين الشاب مامي ومدير أعماله ميشيل ليفي كان ضمن العناصر الأساسية في هذا الملف القضائي، فهذه العلاقة بدأت في منتصف الثمانينيات، حينما كان الشاب مامي في ال19 من السن، وجاء إلى باريس ليسطع نجمه، وقال الاثنان بأن علاقتهما لا تخرج عن نطاق آخر غير العمل، فلكل حياته الشخصية الخاصة· الشاب مامي أكد بأن علاقته مع مدير أعماله كانت دائما حسنة، باستثناء خلاف لم يتحدث عن تفاصيله وقت رجوع مامي لأداء خدمته الوطنية في الجزائر، وحينما سألت المحكمة الشاب مامي عن كونه شخص يخضع لتأثيرات في الجزائر، ردّ مامي: ''ربما هذه التأثيرات تأتيني من عبد القادر!'' الذي غاب عن المحاكمة· وحينما حاولت المحكمة معرفة علاقة إيزابيل ''الضحية'' بميشال ليفي المهنية والإنسانية، انهمرت عينا الشاب مامي بالدموع· فحاول رئيس المحكمة معرفة ما الذي حدث لمامي من محاميته· فقالت المحامية إنه يريد الماء، فأحضروه له! إلا أن تقرير الخبير النفسي، أكد بأن محمد خليفاتي شخص متوازن ولا يعاني من أي اضطراب نفسي أو ذهني ولا يحتاج لأي متابعة طبية، كما أنه لا يعاني من أي خلل نفسي أو عضوي في شخصيته، فهو ''إنسان ذكي ومتوازن، بالنظر إلى النجاح الذي حققه في حياته المهنية''· ويكشف التقرير الطبي في نفس الوقت أنه من السهل جدا التأثير على الشاب مامي، كما أنه متزمت نوعا ما، متكتم على تفاصيل حياته الخاصة، إلى درجة أن أصدقاءه لا يعرفون شيئا عنه· الشاب مامي أكد هذه الحالة فقال: ليست لي أية مشكلة شخصية، لكنني أحتاط في علاقاتي الشخصية· المحكمة تطرح السؤال على الشاب مامي: تقول في مقابلتك مع الطبيب النفساني بأن إيزابيل سيمون نصبت لك فخا، هل تشعر دائما بهذا الإحساس؟ مرة أخرى يبكي الشاب مامي ويجيب القاضية: ''نعم، تحاول القاضية استدراجه إلى تأثيرات هذه القصة على عمله الفني، وتسأله: هل ما زلت تقوم بعروض غنائية؟ يجيب الشاب مامي: منذ حبسي المؤقت لم أقم بأي عرض! كنت أربح الكثير من مبيعات أسطواناتي والعروض التي أقدمها· المحكمة تسأل الشاب مامي: وما هي مداخيلك الآن؟ يجيب الشاب مامي: بعد هذه القضية أنا في تجارة العقار في الجزائر· تسأله القاضية من جديد: أنت في المضاربة العقارية؟ يجيب مامي: نعم· تسأله المحكمة عن مداخيله الشهرية، يجيب: ''ما بين أربعة إلى خمسة آلاف يورو، لأنني توقفت مؤقتا عن الغناء، ولكنني أؤلف ألحانا وأضعها جانبا''، تعيد القاضية طرح عليه السؤال: وقبل هذه الحكاية، كم كانت تقدر مداخيلك؟ الشاب مامي يجيب: كانت مداخيلي ما بين 09 إلى 11 ألف يورو· أما التقرير الطبي النفساني عن الضحية ''إيزابيل سيمون'' فلم يكن كبيرا، ولم يحظ باهتمام كبير من طرف المحكمة، حتى ولو أن الضحية كانت موضوع متابعة نفسية في فترة من حياتها، فهي الضحية وهي سيدة في المحكمة· تسأل القاضية الشاب مامي، ما هي طبيعة علاقتك بإيزابيل المصورة؟ فيجيبها مامي: كانت علاقة ظرفية وليست دائمة، لا نلتقي كثيرا· تعيد القاضية السؤال: هل تعترف بالولد الذي حملته إيزابيل؟ يحاول مامي تجاهل السؤال، ويبدي لها اعترافه بأبنائه الحاليين· تسأله بعدها القاضية: هل تؤكد أنك شخص لا تحب إظهار حياتك الشخصية؟ فيرد الشاب مامي: ''نعم أنا أحمي جدا حياتي الخاصة، ولا أحب إظهارها إلى العموم''· الأسئلة تتجه إلى مجال السياسة القضاة يسألون مامي عن سر احتكاكه بعالم السياسة في الجزائر؟ فيرد مامي: أنا أريد المساعدة، أريد المساعدة مثل أي جزائري، وأنا لا أعرف أكثر من المشاركة في حملات التعبئة· القاضية: ماذا تريد أن تقول بالمساعدة؟ مامي: أن أشارك في التجمعات مثلا· القاضية: هل أنت مناضل؟ مامي: نعم أنا مناضل، لكنني لا أخوض في مواضيع سياسية· القاضية: ماذا تعمل لمساعدة بلدك الأصلي؟ مامي: مساعدة الأشخاص للنهوض بالبلاد· يأتي سؤال القضاة عن خرق الشاب مامي لقوانين الرقابة القضائية وخروجه من التراب الفرنسي الذي يخضع فيه للرقابة القضائية، فأجاب الشاب مامي: بكنت أفتقد عائلتي كثيرا، وخاطرت من أجل زيارتها، لكنني كنت متيقنا أنني سأحضر محاكمتي، ارتكبت خطأ، هذا ما جرى، وأعتذر عن ذلك''· القاضي: كيف خرجت من التراب الفرنسي؟ مامي: ب ''باسبور بيريمي'' جواز سفر غير صالح للإستعمال· القاضي (يستدرج الشاب مامي باستعمال إحدى تصريحاته لإذاعة "RTL" الفرنسية): أنت قلت لهذه الإذاعة أنك في حرية مؤقتة؟ مامي: كنت أعرف أنني رهن حرية مؤقتة، وأنه يجب أن أعود إلى فرنسا لكي أحاكم· القاضية: لماذا سافرت إلى الجزائر وأنت تحت الرقابة القضائية؟ مامي: لقد سافرت من أجل عائلتي وأمي التي أكنّ لها تقديرا خاصا، لكنني كنت أعلم أن يوم المحاكمة سيأتي لا محالة· القاضي (يطرح السؤال من جديد: قلت في حديث مع جريدة جزائرية بتاريخ ال 12 أفريل ,2007 أنك ستنظم عرضا موسيقيا كبيرا لنسيان ما جرى· مامي: أنا لا أعلم أي شيء عن الجريدة التي تتكلم عنها· تتواصل المحاكمة بالنظر إلى تقرير بالطبيب النفساني'' للسيرة الإجتماعية والنفسية، لميشيل ليفي، مدير أعمال الشاب مامي، الذي يتهمه الشاب مامي بتحضير عملية الإجهاض القسرية للمصورة إيزابيل سيمون، حيث يقول التقرير النفسي، إن ميشيل ليفي عاش طفولة صعبة، وتم وضعه في مركز للحماية الإجتماعية في سن مبكرة، وأنه شخص غامض، وله شخصية معقدة تعاني من ماضٍ قاس، وطفولة ومراهقة ميزهما تعرضه للعنف الأسري، بكل أشكاله، بالرغم من أنه كان ناجحا في دراسته، فقد تحصل على شهادة البكالوريا بنجاح مميز· يقول ميشيل ليفي للقاضية إنه يتلقى شهريا ألف وخمسمائة يورو بسبب أزمة الديسك والأزمة المالية التي مست كثيرا هذا القطاع، وأنه رغم العلاقة المميزة بينه وبين المغني الشاب مامي، إلا أن هذا الأخير لا يعرف أين يسكن ميشال ليفي؟ ويتحدث ميشال ليفي عن والده ذي أصل ''يهودي جزائري''، ويقول بأن حبه للموسيقى الجزائرية هو محاولة أيضا للعودة إلى الجذور· وفي الوقت الذي تصف فيه كل شهادات المطربين والفنانين الكبار، أمثال إيدير وفلاق والشاب فوضيل·· ميشال ليفي بأنه محترف ويحبئمهنته وتربطه علاقات احترام بموظفيه والمحيط الذي يعمل فيه، استرعى إنتباه المحكمة بعض الشهادات التي تصف، ميشال ليفي، بأنه رجل عنيف، إلى أن توقفت المحكمة عند شهادة أحد شركائه السابقين، الذي كانت له خلافات مالية مع ميشال ليفي، ووصفه بالعنيف· (رد ميشال ليفي): أحيانا أكون عنيفا، ولكن هذا لا يتعدى العنف الشفوي· شهادات آخرين في حقل الموسيقى وصفت، ليفي، بسمك القرش في علاقته بالمال والبزنس، بالرغم من الرابط القوي التجاري الذي كان يجمع الشاب مامي ومدير أعماله التجاري والفني، ميشال ليفي، إلا أن الشاب مامي يتهم مدير أعماله بمحاصرته وتدبير مؤامرة قضية اختطاف المصورة إيزابيل، حيث قال مامي أمام هيئة المحكمة، خلال الاستماع إليه: ''نعم، كنت ضحية مؤامرة ومحاصرا بمحيط سيء''· بينما يقول ميشيل ليفي أمام المحكمة، إنه ليس له أي دخل في إرسال إيزابيل سيمون، إلى الجزائر سنة 2007 لإختطافها، وممارسة الإجهاض الإجباري عليها، بل تربطه علاقة مهنية بهذه المصورة التي تعمل في وكالة التصوير ''فيبا'' التي تعودت على تصوير مغنيي الراي مثلما تحدث عن علاقته مع مديره الفني، هشام لزهر، الذي لم يستجب لدعوى المحكمة، ويتهمه الشاب مامي بأنه تلقى تعليمات من ميشيل ليفي في عملية الإختطاف· هشام لزهر رافق المصورة إيزابيل سيمون إلى الجزائر سنة 2007 بغرض التصوير، ويقول بأنه خُدع، إلا أن المتهمة إيزابيل تقول بأن، هشام لزهر، هو الذي أعطاها عصيرا مخدرا· أما عن الغائب الثاني، عبد القادر لالالي،ئفقد قالت المحكمة بأنه متابع بمذكرة دولية، وأنه لم يلب استدعاء محكمة بوبيني، وحاولت المحكمة التعرف على علاقة القرابة بينه وبين رجل أعماله، فقال مامي بأن عبد القادر هو إبن مدينته، وأنه لا تربطهما أية علاقة قرابة· وحينما سأل رئيس المحكمة الشاب مامي عن تصريح لعبد القادر للشرطة الجزائرية يقول بأنه رئيس دائرة في الجزائر، قال الشاب مامي: لا· ووصفت شهادات بعض الموسيقيين عبد القادر لالالي، برجل انتهازي ومستغل للفرص، وله تأثيره على الشاب مامي، وقال رئيس المحكمة بأن، عبد القادر لالالي، إحتج في الجزائر على التهم الملصقة به، وإنه لم يتحدث أبدا عن فكرة الإجهاض، وأنه لا يعرف المرأتين اللتين تم الإتيان بهما للإجهاض القسري لإيزابيل سيمون· وكان موضوع الإتصالات الهاتفية بين ميشال ليفي وعبد القادر لالالي موضوعا لأسئلة القضاة· وفي الحديث عن الموضوع لوحظ على الشاب مامي أنه كان يبكي· سأل رئيس المحكمة الشاب مامي،عن العلاقة بين ميشال ليفي وعبد القادر لالالي، فقال الشاب مامي: ''لاحظت بأن هناك الكثير من الثقة بينهما''، وحينما سأل ميشال ليفي عن علاقة الشاب مامي بعبد القادر لالالي، أجاب ميشيل: ليفي هو بمثابة كاتب شخصي للشاب مامي، يساعده ويسير مصالحه الشخصية، ثم قال الشاب مامي نعم كنت أضع فيه كل ثقتي، ولكن علاقتنا انتهت· قالت له القاضية: تقول في أحد استجواباتك بأن عبد القادر هو رجل ظلك؟ رد الشاب مامي: كان يسير أعمالي، ولكني طردته لأنه أخذ أموالي، وقد توقفت علاقتنا إبتداء من نهاية شهر أكتوبر .2006 وبعدها قال الشاب مامي: أنا··· أنا الذي عرّفت ميشال ليفي على عبد القادر، واتهم الشاب مامي شخصين قال إنهما نصبا له فخا وهما ميشال ليفي مدير أعماله وإيزابيل سيمون الضحية· وفي الملف القضائي تم قراءة مقاطع من شهادة ممرضة كان طلب منها الشاب مامي على خط الهاتف تفاصيل عن إجراءات الإجهاض، واعترف مامي أنه هو الذي طلب من رجل أعماله عبد القادر في الجزائر، أن يوفر عيادة خاصة للإجهاض في الجزائر، وقال بعدها ''كان من المفترض أن تتم العملية في إحدى العيادات الخاصة''، وهنا بدأ يذرف دموعا، قبل أن يواصل بأن أحد أصدقائه المقربين أخبره بالهاتف بأن العيادة المذكورة رفضت إجراء العملية· وحسب الشاب مامي، فإن صديقه عبد القادر هو الذي ورّطه بقلقه وصراخه بقوله لمامي: ''أنت الذي أوقعتنا في هذه الورطة، سنقوم بالعملية في بيتك - فيلا مامي في حيدرة، وقال الشاب مامي إنه اختفى لأنه كان يخاف أن تراه إيزابيل، وأنه قضى ذاك اليوم في فندق الهيلتون· وفي اليوم الموالي، اعترف الشاب مامي بأن رجل أعماله عبد القادر جاءه بقطعة من الكبد، لكن الشاب مامي نفى أن يكون بيته مكانا لعملية الإجهاض القسرية· وكانت الفرصة سانحة لمحامية الضحية، لتقول للشاب مامي: كيف تقول إنك لست بغول وأنك لا تسمح بفعل هذه الأشياء، مع أنك تحملت ما جاءك به عبد القادر؟ رد عليها مامي: عبد القادر كان السبب فيما حصل، لقد بعت فيلتي لهذا السبب، لأن هذا الكابوس يرافقني· طرحت عليه حينها محامية الضحية المصورة سؤالها: كيف لا تقبل بفشل الإجهاض، وتقول أنك شاهدت الدم وقطعة من الكبد، أنت لست نادما إذن؟ ثم قالت له القاضية: كنت في وهران وجئت إلى الجزائر في هذا الوقت، لماذا؟ أجاب مامي: حتى أكون بالقرب من العيادة الخاصة بالإجهاض، وحتى أعرف، ولكن في نفس الوقت نصحني عبد القادر وميشيل ليفي بأن لا تراني إيزابيل· رئيس المحكمة يتدخل ويستجوب الشاب مامي بقوله: قبل أسابيع من شهر جويلية 2005 قلت لإيزابيل بأنك لا تهددها، ولكن يجب أن لا تجبرك على الذهاب إلى السجن أو تفسد مشاريعك المهنية؟ مامي: أنا لا أتذكر أنني قلت هذا الكلام· (بينما أكدت إيزابيل أنها تحتفظ بهذه الجملة لأنها سمعتها مرارا من الشاب مامي، وأضافت بأنها طرحت لها العديد من الإستفهامات والمخاوف). طلب رئيس المحكمة من إيزابيل قائلا: هل كان عبد القادر موجودا في المطار لاستقبالك؟ إيزابيل قالت بأن عبد القادر لم يكن موجودا في المطار لاستقبالها، وقالت بأنها وجدته في السيارة التي كانت تنتظرها بحجة أنه الطاكسي الذي جاء لحملها، وقالت بأنها حينما شاهدته داخل السيارة، أخافها هذا الوضع، وأنها ركبت السيارة التي جاءتها بعد الإنتهاء من شرب عصير به مخدر، إقترحه عليها هشام، المدير الفني لميشيل ليفي، وقالت بأنها لم تكن تحب عبد القادر لأنه تافه وقبيح في نظرها. في هذا الوقت تدخل الشاب مامي وقال بأن فكرة الزيارة إلى الجزائر جاءت من ميشيل ليفي· في هذا الوقت تراجع، ميشيل ليفي، عن تصريحاته وخاصة تصريحه الأخير أمام الشرطة الفرنسية بقوله إنه مورست عليه ضغوط نفسية في الإستجواب، نافيا كل تورط لشخصه في اختطاف إيزابيل وعملية الإجهاض التي حدثت، وقال بأنه نظم زيارة مهنية لإيزابيل لأخذ صور للفنانين، وأن هذا العمل كان منتظرا منها، بخلاف التصريح الخامس الذي قام به في مكتب للشرطة الفرنسية، يقدم فيه إعتذاراته ويقول إن برنامج التصوير كان مبررا لإجهاض إيزابيل، فيما اعترف مدير أعمال الشاب مامي، بأنه تلقى مكالمة هاتفية على الساعة الخامسة صباحا من الشاب مامي، يقول بأنه رأى الجنين، وقال بأنه ساعد الضحية إيزابيل سيمون على رفع دعوى قضائية بالإجهاض القسري، حينها نهض الشاب مامي وقال ''هل تصدقون، هو الذي دبر العملية، ويقول إنه يساعد الضحية على رفع الدعوى''، بعدها علق رئيس المحكمة''، ربما لكي يبرئ ميشيل ليفي من أية تهمة تلصق به· بعدها قال ميشيل ليفي: أنا لا أعرف لماذا أُتهم في هذه القضية، فمحمد خليفاتي - الشاب مامي - هو الذي أراد إجهاض امرأة تحمل جنينه، وهو الذي اقترح عليها مائة ألف يورو، لكي تجهض في إنجلترا· سأله رئيس المحكمة: ''هل تكلمت مع الشاب مامي في مكتبك عن عملية الإجهاض؟ ميشيل ليفي: لم أكن على علم بأن إيزابيل كانت حاملا، ولم نتكلم أبدا في مكتبي عن الإجهاض· ثم طرح رئيس المحكمة السؤال على الضحية إيزابيل سيمون: لم تقل أبدا لميشيل إنك حامل؟ إيزابيل سيمون (بعيدة عن السؤال): أنا أريد أعرف ما هي مسؤولية كل واحد. (على الساعة الثانية والنصف استأنفت المحكمة أعمالها) رئيس المحكمة (متوجها بالسؤال إلى الشاب مامي): لماذا تتعنت في رفض هذا الجنين؟ مامي: أنا أعرف أنني ارتكبت خطأ، وكنت متجاوزا لأنني لا أقبل بطفل غير شرعي، فهذا الأمر لا يتطابق مع ثقافتي. بعدها كشفت المحكمة عن الصفقات التي قام بها الشاب مامي، عند أحد المحامين، مع إيزابيل سيمون، تقبل بمقتضاه إيزابيل، بأن لا تشوه صورة الفنان، وأن لا تصرح بهوية الطفل ويدفع بالمقابل الشاب مامي مبلغا لها يقدر بثلاثين ألف يورو، وقد أخذت شيكا حينها بخمسة آلاف يورو حتى تأتي البقية.