كادت الأمطار الطوفانية، التي تهاطلت ليلة الأربعاء، تغرق كل التجمعات السكانية بمدينة تبسة، الأمر الذي دفع السكان إلى الاحتجاج في الشوارع. ولم يتردد البعض منهم في مهاجمة وتخريب مقر الأمن الحضري السابع، ما اضطر الأمن للرد بطلقات تحذيرية أصابت إحداها طفلا في ال14 من عمره. واستنادا لإحصائيات أولية، فإن 3 بلديات، وهي عاصمة الولاية والشريعة والماء الأبيض، قد تضررت من هذه الأمطار التي تجاوزت 59 ملم في أقل من 10 دقائق، وعجزت وحدات الحماية المدنية عن تلبية كل نداءات الاستغاثة التي أمطرت بها خطوطها الهاتفية، حيث وجهت الأولوية لإخراج بعض الأشخاص الذين حاصرتهم الأوحال والسيول داخل السيارات، وتسربت المياه إلى أكثر من 10 آلاف سكن، وشلت حركة المرور بتبسة من المداخل الثلاثة انطلاقا من طريق لاروكاد بالحدود التونسية، الطرق الوطني رقم 16 و10 و.83 في مقابل ذلك، قال سكان حي ديار الشهداء التطوري ل''الخبر'' إن نداءاتهم لم تجد آذانا صاغية ''فلجأنا لإخراج العائلات سيما الأطفال ومباشرة عمليات يائسة للتصدي لسيول مياه الأمطار التي زادتها حدة انفجارات القناة الرئيسية للمياه القذرة، حيث ترك المقاول منافذ مربعة تسببت في كارثة بتجمع الأوحال ووجدتها الجرذان فرصة للخروج وتهديد الأرواح البشرية، حتى أن بعض المؤسسات التربوية توقفت بها الدراسة نهائيا لتساقط السقوف. ووقفت ''الخبر'' على أطنان من الأوحال ومياه الأمطار التي غمرت كل السكنات وتعرضت للتشقق. هذه الوضعية جعلت مجموعة من المحتجين تهاجم مقر الأمن الحضري السابع بتبسة، والذي تعرض للتخريب، ما اضطر الأمن للرد بطلقات تحذيرية أصابت إحداها طفلا في 14 من عمره، أجريت له عملية جراحية وهو موجود بالمستشفى. واستمرت حالة الفوضى العارمة لحركة المرور وغلق الشوارع وفتح كل بالوعات المياه القذرة، بالنظر لعدم صلاحية شبكة صرف مياه الأمطار. ويجري حاليا إحصاء الخسائر في البلديات الثلاث المنكوبة. وأجمع كل السكان على أن الوضعية الكارثية لعاصمة الولاية التي أنفقت 5200 مليار سنتيم في 5 سنوات لمشاريع حماية المدينة من الفيضانات والري والتهيئة، تتطلب تدخلا استعجاليا من رئيس الجمهورية والوزرات المعنية، للتحقيق في رداءة الأشغال وعدم فعالية مشاريع ذهبت فيها أموال الشعب في مهب الريح. ووضع السكان جميع المسؤولين دون استثناء في قفص الاتهام بالتقاعس والاستقالة غير العلنية والعجز. فيما لا زالت البلدية تحمل المسؤولية الكلية لمديريتي الري والتهيئة العمرانية على خلفية أشغال أثبتت فشلها وأعيدت في أيام معدودات. باشرت الضبطية القضائية على مستوى أمن ولاية تبسة، أمس، التحقيق في وقائع مهاجمة مقر الأمن الحضري السابع بحي المرجى بعاصمة الولاية، عقب الأمطار الأخيرة التي شهدتها المنطقة، حيث تتجه الشبهات لبعض العناصر الإجرامية مدفوعين من مافيا تهريب الوقود الذين ضيقت عليهم أجهزة الأمن الخناق وفرضت منطق القانون بمحطات التوزيع ووقف نزيف هذه المادة الاستراتيجية خارج الحدود. وحسب مصادر مطلعة، فإن أعوان البحث والتحري لديهم المعلومات الكافية لتوقيف المتورطين في هذه العملية وإحالتهم على العدالة.