أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية أوّل أمس بيانًا اعتبرت فيه أنّ سبّ الصحابة وبالذّات أمّ المؤمنين السيّدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما أمرًا يُخرج صاحبه من المِلَّة ويدخله دائرة الكفر. وأكّد البيان أنّ من أصول اعتقاد أهل السُنّة والجماعة وجوب محبّة صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتوقيرهم والتّرضي عنهم، ووجوب محبّة آل بيت النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ومعرفة حقّهم وتنزيلهم المنزلة اللائقة بهم. وشدّد بيان هيئة كبار علماء السعودية على أنّ أزواجه وذريته صلّى الله عليه وسلّم من أصل أهل بيته، كما اعتبر البيان من معتقد أهل السُنّة والجماعة أنَّ المرء لا يبرأ من النِّفاق إلاّ بسلامة المعتقد في الصّحابة وآل البيت. وجاء في البيان الّذي كان مُنتظرًا، ووقَّعه جميع أعضائها الّذين استشهدوا بالكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النّبويّة الصّحيحة أنّ ''سبّ صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أو التّعرُّض لعرضه عليه الصّلاة والسّلام بقذف أزواجه جرْم عظيم، وخصوصًا الصديقة بنت الصديق، وهي المبرأة من فوق سبع سماوات، وكانت أحبّ أزواج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إليه، وكانت أفقه نساء الأمّة على الإطلاق، فكان الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين إذا أشكل عليهم الأمر في الدِّين استفتوها''. وذكر البيان عددًا من مناقبها رضي الله عنها وركّز على أنّها كانت أحبّ أزواج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد صرّح بمحبّتها لمّا سُئل عن أحبّ النّاس إليه فقد روى البخاري عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنّه أتَى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: فقلت أيُّ النّاس أحبّ إليك؟ قال: عائشة، قلت: فمِن الرجال، قال: أبوها''. وخلُصَ بيان اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية إلى أنّه بهذا وغيره يتبيّن فضلها ومنزلتها، رضي الله عنها وأرضاها، معتبرًا قذفها بما هي بريئة منه تكذيبًا لصريح القرآن والسُنّة يخرج صاحبه من المِلّة كما أجمع على ذلك العلماء قاطبة، ونقل هذا الإجماع عدد من أهل العلم. وأوجب البيان على كلّ مسلم محبّة صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والتّرضي عنهم أجمعين وتوقيرهم ونشر محاسنهم، والذب عن أعراضهم، والإمساك عمّا شجر بينهم فهم بشر غير معصومين، ''ولكن نحفظ فيهم وصية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونتأدب معهم بأدب القرآن فنقول {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} الحشر: .''10 تجدر الإشارة إلى أنّ البيان صدر برئاسة فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وعضوية كلّ من الشيخ أحمد بن علي سير المباركي، والشيخ صالح بن فوزان الفوزان، والشيخ محمد بن حسن آل الشيخ، والشيخ عبد الله بن محمد الخنين، والشيخ عبد الله بن محمد المطلق، والشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير.