خرجت الحرب بين جبهة التحرير الوطني والتجمّع الوطني الديمقراطي إلى العلن. ووصف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني مضمون بيان السياسة العامة الذي يقدمه الوزير الأول أحمد أويحيى، اليوم، أمام البرلمان بأنه يحمل مغالطات. وهدد الوزير الأول إذا خرج عن حدود اللياقة السياسية اليوم. حذر عبد العزيز بلخادم الوزير الأول أحمد أويحيى من تجاوز حدود اللياقة واللباقة السياسية اليوم لدى تقديمه بيان الساسة العامة أو خلال رده على تدخلات نواب الحزب لاحقا. وهدد بلخادم في اجتماع عقده الليلة الماضية مع نواب حزبه خصص لمناقشة بيان السياسة العامة أويحيى دون أن يسميه ''إذا تعدى الخطاب حدود اللياقة فنحن أغلبية، ونستطيع أن نضع كل واحد عند حده''، مضيفا ''لا يجب على الأغلبية أن تسكت على أي تجاوزات''. وبدا بلخادم غاضبا من مضمون بيان السياسة العامة، وأكد أنه ''يحمل مغالطات ونظرة خاطئة في بعض جوانبه''، وأضاف قائلا أن ''البيان سرد وضع الجزائر قبل 18 شهرا أي عندما كان بلخادم رئيسا للحكومة ووصفه بالوضع السيء، وعندما جاءت الحكومة الجديدة التي يقودها الوزير الأول أحمد أويحيى أصلحت كل شيء، وهذه نظرة مغلوطة وخاطئة وغير صحيحة''، مشيرا إلى أن ذلك محاولة ''بائسة'' لتحميل حزب جبهة التحرير الوطني مسؤولية الأخطاء والأزمات المتعددة التي عرفتها الجزائر. وأكد بلخادم ''نحن لا نتحمّل مسؤولية الأزمة، والذي نسي علينا أن نذكره، وعلى كل طرف أن يتحمّل مسؤوليته في ما وصلت إليه الجزائر على كل المستويات''. ووجه خطابه إلى غريمه السياسي التجمّع الوطني الديمقراطي وعلى رأسه أمينه العام أحمد أويحيى قائلا: ''نريد أن تكون علاقتنا بشركائنا في التحالف واضحة ومبنية على النزاهة الفكرية والسياسية وليس العكس''، مشيرا إلى أن علاقة الجبهة بالأرندي في إطار التحالف لن تمنع ''نواب الحزب من قول كلمة الحق عندما يجب أن يفعلوا ذلك''. وحرّض بلخادم نوابه على تثمين توجيه أي انتقادات إلى أي قطاع وزاري. ودعا بلخادم نواب الجبهة إلى ''مساءلة الوزير الأول عن أموال صندوق الهضاب وأموال صندوق الجنوب التي كانت هناك تعليمات بعدم لاستعمالها إلا في تمويل المشاريع المتعلقة بالتنمية في المنطقتين''. واعتبر بيان المكتب السياسي للجبهة أن ''تنفيذ برنامج الرئيس بوتفليقة اعترضته اختلالات تستوجب تفعيل آليات الرقابة ومراجعة أساليب التسيير وترشيد الإنفاق والسهر على المال العام مع حفظ حق الناس''. وردا على سؤال ل''الخبر'' حول الأزمة الجديدة في الحزب، قال بلخادم، على هامش المجلس الوطني لمنظمة المجاهدين، ''لا تقلقوا على وضع الجبهة، ليس هناك ما يمكن أن يشكل خطرا على وضع الحزب''.