من المرتقب أن تقوم عدة شركات ألمانية، متخصصة في قطاع المياه والسدود والري والتطهير، بزيارة إلى الجزائر لدراسة فرص الاستثمار والشراكة في القطاع. وتعد زيارة الوفد الألماني الأهم منذ سنوات تزار فيها الجزائر من وفود ألمانية، خاصة بعد دخول أول شركة ألمانية السوق الجزائري، وحصولها على عقد تفويض تسيير شبكة المياه. وقد مرت أكثر من سنة على إبرام العقد الذي فازت به الشركة الألمانية ''جيلسان ووثر'' في مارس 2009 لتسيير شبكة المياه والتطهير بولايتي عنابة والطارف، بعد أن قدمت إلى الجزائر في جويلية ,20087 واعتمادها مخطط أعمال شاملا وبرنامجا استثماريا بقيمة 31 مليار دينار يمتد لخمس سنوات و نصف. وقد واجهت الشركة الألمانية عدة مشاكل في مجال التسيير؛ حيث تلقت بداية السنة الحالية إعذارا مع الدعوة لضمان كافة البنود المتفق عليها في العقد. وتأتي زيارة الوفد الألماني لتدعيم تواجد الشركات الألمانية في قطاع رصد له خلال السنوات الخمس المقبلة أكثر من 780 مليار دينار، أو ما يعادل 81,10 ملايير دولار، خصصت في الفترة الممتدة ما بين 2011 إلى 2014 بالخصوص، لإقامة 350 مشروع في مجال التزود بالمياه الصالحة للشرب، و48 محطة لتطهير المياه، وبناء 35 سدا و25 نظاما لتحويل المياه، واستكمال عدد من محطات تحلية مياه البحر. وهي مشاريع تثير شهية الشركات الكبرى التي تسعى إلى منافسة الشركات الكندية والصينية والفرنسية، التي كانت تستفيد بقسط كبير من مشاريع المياه خلال السنوات الماضية. وفي نفس السياق، قدمت الشركات الأمريكية مقترحات لإبرام شراكة في عدد من المجالات المتصلة بالمياه، منها بناء السدود وتحويل المياه ومحطات تحلية مياه البحر. وينتظر أن تستمر المفاوضات، خلال الأسابيع المقبلة، لضمان تموقع عدد منها بعد دعوة وزير الموارد المائية السيد عبد المالك سلال لها لزيارة الجزائر.