أقر المجلس الأعلى للاندماج الفرنسي باستحالة إدماج أبناء المهاجرين في المدارس، في تقرير سيقدم للحكومة في نوفمبر. ونقرأ في التقرير الذي نشرته جريدة ''الفيغارو''، أمس، أن الفضاء المدرسي معرض لتجاذب عرقي وثقافي، إذ يسجل ذوو الاختصاص بروز مطالب جديدة تعبر عن هوية دينية ''رافضة'' لقيم الجمهورية الفرنسية. وتقول الأرقام إن عددهم يمثل 20 بالمائة من شريحة الشبيبة الفرنسية، ويمثلون 57 بالمائة من القصر في سان ساندوني و41 بباريس و40 بفال دو مارن وفال دواز. وتتجاوز النسبة 60 بالمائة في 20 بلدية منها. لكن أين يكمن الخلل؟ يقولون إن خمس التلاميذ يأتون من المغرب العربي وواحد من ستة يأتي من إفريقيا. ويتواجدون بثلاثة أرباع في المدارس في بعض المدن، مثل كليشي سوبوا. هذه أرقام لا تعبر عن شيء جديد. وقد اصطدم المواطن الفرنسي في ''حرب الضواحي''، في خريف ,2005 بمصطلح ''الغيطو'' وما يحمله من معان. هي أماكن في جنوبفرنسا - مكان الفارين من حرب الجزائر - وشرقها - منطقة مناجم الحديد - وفي ضواحي المدن الكبرى - بحثا عن العمل في مشروع إعادة البناء بعد الحرب العالمية الثانية - حيث يشكل العنصر من أصل أجنبي الأغلبية في أحياء بكاملها. هؤلاء يعيشون في عزلة تامة في أحياء مصنفة بأحرف مخزية. فيها يعيش المسلم والإفريقي في جو العنف والخوف والوسخ. فيها مدارس مشكلة من أقلية فرنسية. وأداء الأساتذة بها لا يتجاوز الحد الأدنى. فمنها يخرج السجين والمجرم والملاكم ولاعب كرة قدم أحيانا، والقليل القليل من المهندسين وأصحاب الشهادات العليا. نفس التجربة عاشتها المدرسة المزدوجة في الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية. كان أبناء ''الأهالي'' يدرسون مع أقلية من الفرنسيين. هناك اكتشف الجزائريون معاني العنصرية والاحتقار والتهميش، ومنها خرجت الحركة الوطنية. يقول التقرير الذي نشر أمس إن تلاميذ ''المهاجرين'' يقاطعون دروس التاريخ، خاصة المواد التي تتحدث عن الشرق الأوسط والمحرقة - أدخلها الرئيس الفرنسي ساركوزي في البرنامج المدرسي أياما قليلة بعد تنصيبه - والدين والعلوم التطبيقية التي تتعارض مع مفهومهم للكون وغيرها... ليختم التقرير بتوصيات، مثل إجبار تلاميذ الضواحي على المرور على المدرسة التحضيرية، وتوعية الأولياء وغيرها من الأشياء التي لن تغير منطق الأشياء، ما لم تتغير نظرتهم لفرنسيين مثلهم وإن جاؤوا من جنوب الأرض.