تعتزم السلطات الفرنسية خلال الفترة القادمة الشروع في حملة ميدانية تهدف إلى ترغيب الفرنسيين سواء الأصليين منهم أو المهاجرين في التمسك بمقوماتهم، خاصة النشيد الرسمي '' لمارسياز'' ، والتي تأتي كرد فعلي على التصفير الذي صار يلقاه النشيد الفرنسي خلال التظاهرات الرياضية من قبل الجزائريين وكل المهاجرين المغاربة المقيمين في بلاد الجن والملائكة. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، أن رئيس المجلس الأعلى للاندماج باتريك غوبير قد قدم إلى وزير الهجرة اريك بيسون تقريرا حول هذا الموضوع متكونا من 75 صفحة تحت عنوان '' فهم قيم الجمهورية ''، والذي يعد تمهيدا إلى تقرير نهائي سيقدم فيما بعد، مضيفة أن هذه الحملة تهدف إلى إحياء روح الجمهورية الفرنسية، والشعارات التي يتغنى بها النشيد الفرنسي عن طريق التحسيس بأهميتها في المدارس ووسط الشباب والمهاجرين، نظرا لان بعض الفرنسيين يشعرون بأنهم معزولون عن مجتمعهم حسبما قال المصدر ذاته . وتركز هذه الحملة في نشاطاتها على توزيع الأعلام الفرنسية والرايات الحاملة لألوانها على مستوى الملاعب و القاعات الرياضية، وبالخصوص خلال الأحداث التي تجذب جمهورا كبيرا، إضافة إلى تعليق الأعلام على المباني كي تمس أكبر قدر ممكن من الأشخاص، حسبما يرى مجلس الاندماج الذي دعا إلى عدم محاكمة الشباب الذين لا يقدرون الألوان الفرنسية والنشيد الرسمي، موضحا أن تصرفاتهم ترجع بالأساس إلى اعتبار أنفسهم أنهم يشعرون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية في فرنسا . ودعا المجلس ذاته إلى إشراك كبير للمدرسة في هذه العملية، باعتبارها جبهة نقل القيم، ملحا على إدماج أولياء التلاميذ الجانب في هذا العملية حتى بالمدارس الخاصة غير التابعة للدولة، وذلك من خلال جعل المعلمين والإداريين في توصيل هذه الرسالة إلى الشباب، وجعلهم في اتصال رسمي دائم مع الشباب. وتأتي دعوة المجلس ذاته للقيام بهذه الحملة خاصة بعد تطبيقها بداية هذا العام من طرف وزير الهجرة السابق برايس هورتفو، بعد الأحداث التي أعقبت المباراة التي جمعت بين المنتخب الفرنسي والتونسيبفرنسا أكتوبر الماضي، والذي عرفت تصفير عدد كبير من المهاجرين المغاربة على النشيد الفرنسي خلال عزفه مع بدء المباراة، إضافة إلى أن هذا التصفير قد طال اللاعب حاتم بن عرفة . وقال المصدر ذاته أن فكرة القيام بهذه الحملة قد جاءت بعد الأحداث التي عرفتها المباراة التي جرت بفرنسا عام 2001 ، وجمعت الفريق الجزائري بالفرنسي، هذا الأخير الذي كان يضم في صفوفه وقتها زين الدين زيدان ذي الأصول الجزائرية، والتي شهدت إطلاق الجمهور الجزائري لتصفيرات استهجانية خلال عزف '' لمارسياز''، و أوقفت في شوطها الثاني بعد أن اقتحم الجزائريون الملعب، إضافة إلى أن هذه الأحداث اتبعت فيما بعد بأخرى مماثلة خلال المباراة التي جمعت بين نادي لوريان و باستيا في عام 2002 ، ثم بين المغرب وفرنسا عام ,2007 وبين تونسوفرنسا في ,2008 وهي الوقائع التي استدعت من السلطة الفرنسية فتح تحقيق بخصوص هذه الوقائع.