كشفت مصادر مطلعة على مستوى قطاع الغابات بوهران، بأن حوالي ثلاثة آلاف هكتار من الثروة الغابية الموجودة في الولاية، احتلتها البنايات الفوضوية، حيث ظهر خلال السنوات الأخيرة شريط كبير في شكل حزام من السكنات غير اللائقة والمجمعات الفوضوية والقصديرية، تستقر فيها عشرات الآلاف من العائلات بطريقة غير قانونية. حسب الإحصائيات التقريبية التي كشف عنها ل''الخبر''، بعض أعوان وضباط محافظة الغابات بولاية وهران، فإن شريط البنايات الفوضوية التي تم تشييدها داخل المناطق الغابية بطريقة مخالفة للتنظيمات القانونية يتراوح عرضه ما بين 600 إلى 700 متر، بينما يبلغ طوله مسافة عدة كيلومترات تشمل كل الغطاء الغابي الموجود على امتداد جبل مرجاجو، حيث تتمركز هذه المجمعات السكنية الفوضوية انطلاقا من منطقة مرسى الكبير بالجهة الغربية للمدينة، مرورا بحي موني، وحي الصنوبر، وكوشة الجير، ودوار بي، وحي خميستي، ومنطقة كوكا، إلى غاية مجمع يسمى فيلاج التيارتية، ومنطقة الروشي. وحذّرت ذات المصادر من الأخطار الكبيرة التي أصبحت تشكلها ظاهرة توسع المجمعات السكنية الفوضوية على الثروة الغابية بوهران، خاصة وأن المناطق الغابية التي شُيدت فيها هذه المجمعات وصلت مساحتها إلى نسبة 5 في المائة من المساحة الإجمالية للثروة الغابية التي تزخر بها الولاية والمقدرة بنحو 53300 هكتار، ما يعني ضياع زهاء ثلاثة آلاف هكتار من الغابات بفعل غزو الإسمنت، وقطع الأشجار، والتشييد العشوائي الذي شوّه في غالبه النسيج العمراني للولاية، ناهيك عن الانعكاسات السلبية الأخرى، كون المناطق الغابية هي بمثابة الرئة التي تتنفس بها الولاية ككل، وأي اعتداء عليها يتسبب في اختلال التوازن الإيكولوجي. وقد تحولت الاعتداءات على المناطق الغابية إلى كابوس عجزت عن الحد من انتشاره السلطات الوصية، الأمر الذي أوصل الأمور إلى الواقع الكارثي الراهن، حيث أصبحت السكنات الفوضوية أمرا واقعا يصعب تغييره في ضوء تمركز عشرات الآلاف من العائلات التي ترفض مُبارحة المكان تحت أي ظرف وإن استدعى الأمر المواجهة، مثلما حدث في أكثر من مناسبة عندما حاولت الجهات الوصية تحطيم بعض السكنات بالاستعانة بالقوة العمومية.