أكدت آخر الإحصائيات التي قامت بها مصلحة الشؤون الاجتماعية ببلدية وادي قريش بالعاصمة، تواجد قرابة 1400 بيت فوضوي على مستوى عدة أحياء.. فيما أكد رئيس البلدية أن عملية التكفل بهذه العائلات ستتم مطلع سنة 2009. يعود تواجد بعض هذه الأحياء مثلما أكدته التحقيقات التي أجرتها المصالح المعنية الى سنة 1958، مثلما هو الحال بالنسبة لحي لا بوشراي الذي يضم 220 عائلة احتلت مساحة 20 ألف متر مربع من أملاك الدولة، وحي فونتان فراش سنة 1960، الذي يضم 180 عائلة في 20 ألف متر مربع أيضا.. وللإشارة، هذان الحيان يعدان من أقدم الاحياء الفوضوية بوادي قريش.. اضافة الى حي كاريار جوبار الذي يعود تواجده الى سنة 1985 والذي يأوى 41 عائلة بصفة غير قانونية، قامت بتشييد سكنات لائقة بكل ضرورياتها على مساحة 10 آلاف متر مربع.. وحي بوفريزي الذي يعود تواجده إلى نفس السنة، غير أن سكناته عبارة عن أكواخ تأوي 90 عائلة احتلت ايضا 10 آلاف متر مربع.. أما بالنسبة لحي جنان شالون بشارع سمير حفيز، والذي يأوي 50 عائلة منذ سنة 1988، فقد احتلت بدورها خمسة آلاف متر مربع، لتأتي بعدها فترة العشرية السوداء أين تضاعف عدد الأحياء الفوضوية ليظهر في سنة 1990 حي جبل كوكو بطريق "فري فالون"، حيث احتلت 210 عائلة مساحة 35 ألف متر مربع، وفي نفس الفترة ظهرت البيوت الفوضوية بحي ديار الكاف فأصبح حي "سوناترو" يأوي 380 عائلة في ظروف جد قاسية، بحكم أن المنطقة جبلية وشهدت عدة انجرافات للتربة، اضافة الى ذلك حي "سكوتونادال" ببوفريزي، الذي ظهر في نفس الفترة الزمنية أيضا أي في سنة 1990 ويضم 66 عائلة احتلت ألفي متر مربع. أما بين سنة 1991 الى غاية سنة 2000 فقد تمكنت العائلات من الاستقرار بكل الفضاءات الشاغرة التي يمكن أن تكون صالحة للبناء بغض النظر عن موقعها أو خطورتها بحكم تواجدها في منحدرات جبلية، مثلما هو الحال ل 33 عائلة احتلت المساحات الخضراء بحي مناخ فرنسا، و36 عائلة أخرى احتلت ثلاثة آلاف متر مربع بحي لا بوشراي أيضا.أزمة السكن بالعاصمة والظروف الأمنية التي شهدتها الجزائر أثناء العشرية السوداء، جعلت هذه العائلات تحتل كل الفضاءات والمساحات الخضراء، لكن الامر لم يقتصر على ذلك، حيث اضطرت عائلات اخرى لاستغلال دورات المياه المتواجدة بعمارات مناخ فرنسا وحولتها الى شبه مساكن ويقدر عدد هذه الحالات 112 عائلة. وبخصوص العائلات التي احتلت اسطح البنايات بحي مناخ فرنسا أيضا، نجد 240 عائلة قامت في مطلع سنة 1990 بتشييد غرف فوضوية وحولتها الى سكنات، بالرغم من افتقارها لأبسط المقومات الصحية والعمرانية، وكذا الخطر الذي أصبح يهدد البناية نتيجة الثقل الاضافي عليها. وبهذا تكون بلدية وادي قريش من بين البلديات العاصمية التي أثقل كاهلها ملف البيوت الفوضوية، حيث أصبحت تحصي اليوم قرابة 1400 بيت فوضوي المطلوب التكفل بها وترحيل العائلات المتواجدة هناك، الامر الذي يأمل مسؤولو بلدية وادي قريش تحقيقه مطلع سنة 2009، حيث من المرتقب أن يتم اخلاء كل هذه الاحياء واعادة استرجاع كل المساحات التي استغلت بطريقة غير شرعية.