تهانينا الخالصة لهذا المسار المهني الرائع. فأنا عايشت جريدة ''الخبر'' لأكثر من 15 عاما خلال ال20 سنة الماضية. ويمكن القول إن ال20 سنة ليست بالعمر الطويل، ولكن هذا العمر كان حافلا بالإنجازات. والشيء الذي ربما أثر في هذا المسار، هو نضال الصحفيين من أجل الحرية والحقوق الأساسية. وبفضل هذا المسعى، تمكنت جريدة ''الخبر'' من الاقتراب من الحقيقة وذلك بفضل هذا النضال؛ حيث لا يمكن الاقتراب من الحقيقة إلا بالإيمان بالحرية والديمقراطية. وهذا الأمر جعل ''الخبر'' تصطدم بمصالح وتمس بقناعات ليست بقناعات موضوعية. إذ إن ما أثّر في محاكمات ''الخبر''، هو محاكمة المرحوم عمر أورتيلان رحمه الله، كان محل شكوى تقدم بها ضده وزير العدل السابق محمد تقية، وكانت المتابعة على أساس عمود كتبه ''بوجمعة'' عنوانه'' وشهد شاهد من أهلها''. وتمكّن المرحوم من الحصول على البراءة. فعندما سمع نطق الحكم ارتمى علي وهو يصرخ ''فزنا فزنا'' ثم يضحك مثل الطفل البريء. وفي اليوم الموالي الموافق ل13 أفريل 1995 كتب مقالا عنوانه ''شكرا''، وقال فيه ''ليس من شيمنا المدح من أجل المدح ولا النقد أو الانتقاد من أجل الانتقاد، لأننا فقط لو صدر منا شيء من هذا القبيل لكنا قد خنّا العهد الذي قطعناه معكم أيها القراء. منذ صدور هذه الجريدة التي بين أيديكم، أقسمنا آنذاك بأننا لن نتحزب أبدا ولن ننحاز لأحد سوى الجزائر، ولن نقول إلا الحق وترون كل عقيدة ''الخبر'' تجد ملجأ في هذه الفقرة''. كما أني عرفت عن الطاقم الذي تداول على إدارة الجريدة إيمانا بهذه القيم. وأتذكر أيضا محاكمة شريف رزقي إثر شكوى تقدم بها ضده الوزير نفسه، بناء على عمود صغير جدا حول قضية أحداث سركاجي ومحاكمة بومعرافي. وكذلك محاكمة علي جري، ولاسيما في قضية بن عيشة وقضايا بتشين. ولا أنسى عامر محي الدين، رحمه الله، الذي كان استفاد من براءة إثر شكوى رفعها ضده مقاول. وكذلك لا أنسى محاكمة عثمان سناجقي والصحفي بوعلام غمراسة، إثر متابعة قضائية تمت من قِبل النيابة العامة لمجلس قضاء الجزائر، على أساس مقال حول حالة الاستنفار بالمؤسسة العقابية بسركاجي عنوانه ''سجناء يجرّدون من ملابسهم ويوضعون في العزل بسركاجي'' والذي نشر يوم 26 ماي .2007 كما لا أنسى محاكمة محمد سلامي، سقية زايدي وعبد الحكيم بلبطي الذين توبعوا رفقة عبد القادر حشاني بجناية نشر أخبار خاطئة ومغرضة عمدا، من شأنها المساس بأمن الدولة والوحدة الوطنية، وذلك إثر نشر بيان للحزب المنحل، وكانت الإجراءات القضائية التي اتخذت ضدهم سارية لمدة 5 سنوات، قبل أن يستفيد الصحفيون الثلاثة من البراءة من قبل محكمة الجنايات. وكان ل''الخبر'' أيضا محاكمات من قبل الاغتيالات والمضايقات على صحفييها التي يقوم بها المتطرفون والإرهابيون. وكان ضحية هذه الأعمال الشنيعة اغتيال الفقيد عمر أورتيلان. أملي أن تواصل ''الخبر'' المسيرة بنفس الاعتقاد والعقيدة، لأن مستقبل الجزائر اليوم مرهون بالنضال من أجل الحريات والديمقراطية. وأن ''الخبر''، على غرار الصحافة المستقلة، أخذت على عاتقها هذا النضال وتصدرت في كل مرة المواقف الحاسمة من أجل تجسيد هذه الأهداف النبيلة.