قال المخرج موسى حدّاد إنه ينتظر دعما إضافيا من وزارة الثقافة والتفاتة جدّية من مؤسسة التلفزيون الجزائري، للشروع في تصوير فيلمه السينمائي الجديد ''الحرقة بلوز''، الذي يسعى من خلاله إلى تعرية واقع ظاهرة الحرفة. تحدّث المخرج موسى حدّاد، لدى نزوله عشية أول أمس ضيفا على ندوة ''الخبر''، بإسهاب، عن فيلمه السينمائي الجديد ''الحرفة بلوز''، الذي سيأتي على شاكلة فيلمه ''مايد إن'' من حيث الإثارة والحركة. وذلك في إشارة منه إلى تأثره البالغ بالسينما الأمريكية، ''التي مازالت تحتفظ بنفس درجة بريقها منذ ظهورها إلى يومنا هذا''. وعن خبايا ''الحرفة بلوز'' الذي سيمتدّ عمره الزمني قرابة الساعتين، بعد أن فرغ من تأليفه رفقة عقيلته أمينة بجاوي، أوضح موسى حدّاد أنه ارتأى وضع الأصبع على هذا الموضوع الحساس، للإجابة على جملة من الأسئلة الجوهرية التي تقتضي من الجهات الوصية إيجاد حول عاجلة وناجعة لها، كسؤال: لماذا ''الحرفة''؟.. من أين أتت؟.. ما هي الدوافع الكامنة وراءها؟.. وما إلى ذلك من التساؤلات التي لا يزال جزء كبير منها مطروحا لحدّ الساعة. منوّها في سياق ذي صلة، بأن الفيلم يرصد قصة شابين جزائريين يعتزمان امتطاء ''قوارب الموت'' للالتحاق بالضفة الأخرى، جرّاء الأوضاع المتدهورة التي تعيشها البلاد مؤخرا، في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، رغم الخيرات والثروات التي تزخر بها، والتي تمّ استنزافها بطرق ملتوية أفقدت الشباب الحالي استمتاعه بلذة الحياة التي من شأنها إبقاءه بأرض الوطن وصرفه النظر عن فكرة مغادرة الديار''. وعلى الصعيد نفسه، قال حدّاد إن الشعور بالاغتراب واستفحال ذهنية الضمير الفردي على حساب الانتماء وروح الجماعة، ''هو الدافع الرئيسي في تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية، التي اتّخذت من الفن السابع مطيّة لترجمتها، بالشكل الذي يمدّ شبابنا بجرعات زائدة من الأمل والتفاؤل بغد أفضل''. معقبا ''لقد تعمدت إدراج بعض المشاهد المفعمة بالمشاعر الجيّاشة، والمهرّبة من قصة حبّ عنيفة تولد من رحم الحالة النفسية الحرجة التي يتخبّط فيها الشابان، وذلك سعيا منّي إلى تقديم المتعة البصرية والحسية بعيدا عن الموعظة والدروس التربوية''. للتذكير، فإنه من المنتظر أن تمسّ مواقع تصوير الفيلم الذي ستنتجه شركة ''أم. أش. بي'' (موسى حداد للإنتاج)، كلاّ من عنابة وبعض المدن المتاخمة للجزائر العاصمة، وذلك في انتظار اختيار الممثلين.