قرر الديوان الوطني للسياحة إطلاق أكبر موقع إلكتروني للترويج للسياحة الجزائرية، سيكون، حسب مسؤولي الديوان، بمثابة الواجهة الرئيسية المسوقة لمنتوجنا السياحي في الخارج، سيدخل الخدمة قريبا. في وقت يرى أغلبية المختصين في القطاع أن مشكلة ترقية السياحة الجزائرية لا تتعلق بمسألة ضعف التسويق لمنتوجنا السياحي، أو بقلة هياكل الاستقبال، بقدر ما هي متعلقة بغياب ثقافة سياحية لدى متعاملينا الناشطين في القطاع. وفي السياق ذاته، عرض المدير العام للديوان الوطني للسياحة، أحمد بوشجيرة، خلال الملتقى الدولي حول التسويق السياحي الذي افتتحت أشغاله بفندق الأوراسي، أمس، استراتيجية الديوان لترقية وتطوير عملية تسويق منتوجنا السياحي في الخارج، والتي تعتمد أساسا، كما قال، على استعمال مختلف الوسائط التكنولوجية الحديثة في الترويج لسياحتنا، وتحسيس مختلف المتعاملين السياحيين لتحسين نوعية استقبال السياح، والقيام بإبرام عقود شراكة مع مختلف الأطراف، بالإضافة إلى دعم النشاطات السياحية وتحسين القدرة التنافسية للسياحة الجزائرية، لأن هناك، كما قال، ''منافسة دولية شرسة في هذا المجال، وعلينا أن نفرض أنفسنا بالنظر للطاقات السياحية الكبيرة التي تتوفر عليها بلادنا، سواء كانت طاقات طبيعية أو ثقافية''. كل ذلك، الغرض منه ترقية المقصد السياحي الجزائري، وقد تم في هذا الشأن، كما قال بوشجيرة، إعداد برنامج ثلاثي 2010-2013 سيتم خلاله التركيز على الترويج للسياحة الجزائرية محليا وخارجيا، للرفع من عدد السياح الأجانب الذين يقصدون الجزائر، بعد أن تم إحصاء، سنة 2009، دخول مليوني سائح إلى بلادنا، على حد قوله. إلا أن مدير التعاون بوزارة السياحة والصناعة التقليدية، عبد القادر غوتي، أكد أن عملية تحويل الطاقات والإمكانيات السياحية التي تزخر بها بلادنا إلى منتوج سياحي بإمكانه منافسة منتوجات الدول الرائدة في هذا المجال، تتطلب جهدا كبيرا ووقتا أطول والجزائر الآن بصدد بناء هذا القطاع لتحويله إلى قطاع استراتيجي. بالمقابل، يرى أغلبية المختصين في القطاع السياحي، حسب ما أكدوه في تدخلاتهم، أن مشكلة تطوير السياحة الجزائرية لا تتعلق بضعف عملية التسويق بقدر ما هي متعلقة بتغيير ذهنية المتعاملين السياحيين، لأننا إذا أردنا، كما يقول هؤلاء، ''أن نطور سياحتنا يجب على المتعاملين السياحيين أن يضعوا أنفسهم في خدمة السياح وتلبية مطالبهم على أكمل وجه''، وقبل التفكير في تسويق السياحة الجزائرية في الخارج علينا أيضا، كما يضيف هؤلاء ''البدء في عملية التسويق الداخلي وإقناع الجزائريين بزيارة بلادهم قبل التفكير في جلب السياح الأجانب، وعندما يستطيع العاملون في القطاع تلبية مطالب السائح المحلي، سيتم التفكير حينها في التسويق الخارجي، لأن عملية جلب السياح الأجانب تتطلب توفير العديد من الأمور وبلادنا تفتقد إليها في الوقت الحالي''، وبالتالي يجب على المسؤولين على القطاع، كما يقول هؤلاء، قبل إعداد أي استراتيجية في هذا المجال يجب عليهم تحديد الجهة والفئة التي يراد استهدافها أولا، ثم توفير ما تريده، لأن السياحة قبل كل شيء هي ثقافة وبلادنا ومتعاملونا لا يزالون يفتقدون لهذا النوع من الثقافة، على حد قولهم.