أفادت مصادر من محيط وفد الجوية الجزائرية المتواجد ببروكسل بأن الجزائر قدمت الضمانات الكافية لرفع التحفظات بشأن معايير السلامة والأمن الخاصة بأسطولها الجوي، بعد تقديم ملف تقني يثبت مطابقة الطائرات الجزائرية للمعايير المطلوبة خلال الآجال المحددة التي منحتها منظمة الطيران المدني للاتحاد الأوروبي، والتي تنتهي غدا. يعتزم وحيد بوعبد الله، المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، افتكاك اتفاق نهائي مع هيئة الطيران الأوروبي بشأن رفع التحفظات التي دونها مفتشو الطيران المدني على الأسطول الجزائري، والذي تنتهي مهلته غدا، وطي الملف نهائيا. وبالمقابل ينتظر، اليوم، رد لجنة الأمن الجوي الأوروبي، بعد اطلاعها على الملف التقني الذي قدمته الجزائر بشأن رفع التحفظات التقنية من عدمه. وتؤكد معلومات حصلت عليها ''الخبر'' من محيط الوفد المفاوض ببروكسل، أن الجوية الجزائرية تمكنت، خلال الفترة السابقة، من رفع كل التحفظات التي أثيرت سابقا، وتمت تسويتها نهائيا، حيث سيصدر، اليوم، القرار النهائي من قبل هيئة الطيران الأوروبي بشأن ملفات الاستجابة لمعايير السلامة والأمن الخاصة بطائرات الأسطول الجوي الجزائري، قبل يوم واحد من انتهاء المهلة التي منحتها أوروبا للجوية الجزائرية لرفع التحفظات التقنية، حيث سيعلن عن القرار النهائي الذي توصل إليه الطرفان خلال الساعات القليلة القادمة. ويعتبر رهان وحيد بوعبد الله في رفع التحفظات التقنية الأخيرة مكسبا في حال الموافقة عليه من قبل هيئة الطيران المدني الأوروبي، على اعتبار أنه وضع ثقله لإبعاد الشركة من أزمة وخسائر مالية في حال نفذت تهديدات الطيران المدني الأوروبي، كما أنه ذهب إلى هناك حاملا معه ما يمكّن الجوية الجزائرية من الخروج من نفق كان، إلى وقت قريب، مظلما، خصوصا أن منع الطائرات الجزائرية من الهبوط في المطارات الأوروبية أو حتى التحليق فوق أجوائها كان سيتسبب في خسائر كبيرة على الشركة. لكن الجهود التي بذلت خلال الفترة الأخيرة، قبل انقضاء الآجال المحددة التي منحتها منظمة طيران القارة العجوز، سمحت بتجاوز الأزمة بعد تحيين أسطول الجوية الجزائري. وكانت أهم التحفظات التي دونها مفتشو الطيران المدني الأوروبي تتعلق بنقص في مجالات الأمن والملاحة الجوية واستغلال التجهيزات ورخص أعوان الملاحة الجوية، حيث أن عددا من الطائرات الجزائرية لم يكن يتوفر على الرواق الضوئي في حال وقوع خلل تقني أو اشتعال المحرك، بالإضافة إلى معدل عمر بعض الطائرات وانعدامها لكاتم الصوت، ناهيك عن التلوث المنبعث منها. وتشير معلومات أخرى أن المضيفين والمضيفات في الجوية الجزائرية لم يتلقوا تكوينا في جانب التكفل بالمصابين من المسافرين في حال الكوارث، حيث أن المتعارف عليه أن هذه الفئة من العمال يتلقون تكوينا من طرف مدارس مؤهلة ومعتمدة من منظمة الطيران الدولي في مجال حماية المسافرين أثناء وقوع الكوارث. وكان وحيد بوعبد الله قد صرح، في وقت سابق، أن تقرير شركة الخطوط الجوية الجزائرية جاهز ويستجيب للمعايير المطلوبة، وأن المثول أمام اللجنة الأوروبية سيكون على غرار باقي شركات الطيران.