نجت الخطوط الجوية الجزائرية بأعجوبة من القائمة السوداء الممنوعة من التحليق في الأجواء الأوروبية، بالمقابل قدم الاتحاد الأوروبي مهلة جديدة للجزائر لإخضاع كافة طائراتها لمعايير السلامة والأمن المعمول بهما، حسب المقاييس العالمية· وتأتي التهديدات الجديدة من الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماع وفد ممثل عن السلطات الجزائرية يترأسهم طاقم خبراء من الخطوط الجوية الجزائرية ببروكسل، قبل أسبوع، تلقوا خلاله شروحات وافية من قبل اللجنة حول وضعية الأسطول الجزائري، حتى يقوم تقنيو الجوية الجزائرية باستدراكها وصيانتها في الآجال المقبلة· هذا، ولم تفصح اللجنة في لقائها مع الجانب الجزائري عن الآجال التي تم تقديمها للاستجابة إلى المعايير والمقاييس الدولية· واعتبر الاتحاد الأوروبي أن احتمال توقيف الخطوط الجوية الجزائرية، جاء بناء على إمكانية تشكيل طائراتها تهديدا محتملا على الإقليم الأوروبي، داعيا إلى ضرورة تدارك الوضع أو التوقيف النهائي للطيران الجزائري تجاه أوروبا، ما يعني توقيف ثلاثة أرباع نشاط الأسطول الجزائري· هذا، وسبق أن أمهل الاتحاد الأوروبي الخطوط الجوية الجزائرية إلى غاية الخامس من شهر نوفمبر الحالي، داعيا إلى الالتزام بإعادة تأهيل أسطولها الجوي وضرورة استجابته للمقاييس الدولية، خاصة منها ما تعلق بمعايير السلامة والأمن· وأضاف البيان ذاته الذي أعلن عنه في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي يوم 5 جويلية ,2010 أن الإتحاد الأوروبي، وعبر العديد من مطاراته، قام بتحقيق شامل وموسع منذ الفاتح جانفي 2009 حول الخطوط الجوية الجزائرية، قامت خلالها بتفتيشات دورية على الطائرات التي تحط عبر مطاراتها، وسجلت أثناءها عدة خروق وتجاوزات، إضافة إلى نقص الأمن في نقل السلع والملاحة الجوية وكذا استغلال الطائرات وتراخيص الملاحين الجويين· وأضاف التقرير أن الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي فصّلت كل تلك النقاط بدقة، وتطالب من خلالها الخطوط الجوية الجزائرية بالاستجابة لتلك المقاييس بداية من تاريخ الخامس من شهر نوفمبر المقبل كآخر أجل· وأكد التقرير أن الجانبين عقدا عدة جلسات ولقاءات تشاورية تم فيها تشجيع الشركة الاقتصادية الوطنية على مضاعفة جهودها قبل الموعد المحدد، كما أبلغ الاتحاد الأوروبي مسؤولي الخطوط الجوية الجزائرية أنه سيقوم بفرض تقرير دوري وشهري تقدمه الشركة، إلى جانب الاستمرار في مراقبة وتفتيش الطائرات عند نزولها على أرضيات الاتحاد الأوروبي· كما حذرت الهيئة ذاتها الخطوط الجوية الجزائرية من إمكانية وضعها على القائمة السوداء كما هو الحال لدى الكثير من الشركات التي منعت طائراتها من دخول الأجواء الأوروبية لعدم التزامها بالمعايير العالمية، وقالت إنها بهذا ستضع الجالية الجزائرية في مأزق كبير·