منح الاتحاد الأوروبي مهلة جديدة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، من أجل مراجعة إجراءات السلامة والأمن في طائراتها، بعد انتهاء المهلة التي حددها سابقا أول أمس الجمعة. ذكرت الصحيفة الفرنسية ''لوبوان'' أن طائرات الخطوط الجوية الجزائرية ''نجت بأعجوبة'' من القائمة السوداء الأوروبية بعد أن تم إعطاؤها مهلة إضافية من طرف الاتحاد الأوروبي لمعالجة النقائص وإعادة النظر في إجراءات السلامة والأمن الخاصة بأسطولها الجوي. وذكر المصدر ذاته أن قرار الاتحاد الأوروبي يكون قد جاء نتيجة للمجهودات التي قامت بها السلطات الجزائرية في الدفاع عن الجوية الجزائرية حيث تضاعفت المشاورات في بروكسل بهذا الخصوص، هذا في انتظار اجتماع اللجنة الأوروبية للسلامة الجوية الذي سيكون في غضون الأسبوع الجاري. وأشارت الصحيفة إلى أن دفاع الوزير الأول أحمد أويحيى خلال رده على أسئلة نواب البرلمان التي تلت بيان السياسة العامة للحكومة عن شركة الخطوط الجوية الجزائرية التي أكد فيها أن ''الطائرات الجزائرية مؤمّنة مثلها مثل طائرات باقي الدول، وأن الجزائر تملك طائرات جديدة و قودها رجال مؤهلون، زاد من حظوظ إبعاد شركة وحيد بوعبد الله عن تصنيف اللائحة السوداء الأوروبية. وكانت قد انتهت أول أمس الآجال التي حددتها لجنة السلامة الجوية في الاتحاد الأوروبي للخطوط الجوية الجزائرية، تمهيدا لإدراجها ضمن القائمة السوداء لشركات الطيران الممنوعة من التحليق في الأجواء الأوروبية أو النزول بمطاراتها، وذلك بعد فرض المنظمة الأوروبية للطيران المدني على مسؤولي الجوية الجزائرية مجموعة من معايير السلامة الجوية الواجب عليها التقيد بها، وهذا تفاديا لإلحاقها بالقائمة السوداء. وكانت اللجنة الأوروبية قد شرعت في التحقيق حول مدى مطابقة معايير السلامة لدى الخطوط الجوية الجزائرية للمعايير الأوروبية منذ مطلع سنة ,2009 وقد عرفت العملية جولات عدة بين المسؤولين الأوروبين ونظرائهم الجزائريين، أسفرت عن اكتشاف نقائص عديدة أوردتها المنظمة الأوروبية في جريدتها الرسمية التي تصدر بانتظام للاطلاع الرأي العام العالمي عموما والأوروبي على وجه الخصوص بالمستجدات الطارئة في مجال السلامة الجوية لمختلف مؤسسات الطيران. وكان وحيد بوعبد الله الرئيس المدير العام الذي ورث وضعا بعد تعيينه قبل حوالي سنتين، قد التزم بتدارك النقائص من خلال عملية مرافقة امتدت على مدار السنة الجارية بإشراف أوروبي تميزت بدخول العديد من الإجراءات المتعلقة بضمان السلامة لمستعملي الأسطول الجوي الجزائري أو تحليقه على الأجواء الأوروبية كما وعد بوعبد الله أمام الرأي العام الجزائري في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلامية مختلفة بالحيلولة دون تصنيف المؤسسة الجزائرية العتيدة للطيران ضمن القائمة السوداء الأمر الذي دفع المسؤول الأول عن الجوية الجزائرية مرفوقا بطاقم كبار من إطارات المؤسسة إلى عقد العديد من اللقاءات مع اللجنة الأوروبية في الأيام الأخيرة التي سبقت الآجال المحددة أوروبيا. ويأتي التحرك الجزائري للحيلولة دون إلحاق ضربة موجعة بالجوية الجزائرية باعتبار أن التصنيف في القائمة السوداء ستكون له عواقب وخيمة ليس فقط على المؤسسة التي ستخسر قرابة ثلاث أرباع الرحلات الجوية بل ستلحق بالجزائر خسائر أخرى على مستوى الاقتصاد والسياحة فضلا عن السمعة.