خرج، صبيحة أمس، سكان عرش آث جناد في مسيرة شعبية عارمة جابت شوارع مدينة فريحة للمطالبة من الجماعة السلفية للدعوة والقتال إطلاق سراح المقاول المختطف المدعو ''إبرار الوناس'' 33 سنة، الذي تمر ثمانية أيام على اختطافه، وكذا للتنديد بعمليات الاختطاف التي تستهدف المنطقة، كما تبعت المسيرة إضرابا عاما عن العمل وشل كلي للنشاطات التجارية والخدماتية· انطلقت هذه المسيرة الحاشدة من الملعب البلدي مرورا بوسط المدينة وصولا إلى مقر البلدية، وشارك فيها المئات من المواطنين الذين قدموا من 55 قرية يتضمنها عرش آث جناد وآخرون جاؤوا من مختلف مناطق ولاية تيزي وزو للتعبير عن تضامنهم مع سكان قرية أزروا وعائلة الرهينة، وقد ردد المتظاهرون في هذه المسيرة عدة شعارات كلها منددة بالأعمال الإرهابية وبالخصوص عمليات الاختطاف، ووجهوا نداء للجماعة المختطفة يطالبونها بضرورة إخلاء سبيل المختطف دون دفع فدية وبطريقة سلمية، وتجنب كل المواجهات التي لا تحمد عقباها، ورددوا في هذا الصدد ''لا نريد فسادا ولا تخريبا، نطالبكم سلميا في وجه الله''، وقام المتظاهرون برفع عدة لافتات كتب عليها شعارين وهما ''كفى من الاختطافات'' و''أطلقوا سراح الوناس''· وقد ظهر هؤلاء المواطنون في هذه المسيرة بأوضاع نفسية ساخطة يسودها الاستياء والتذمر، وهذا بعد تماطل الجماعة المختطفة بإخلاء سبيل المعتقل، وتمسكها بمطلبها المتمثل في ضرورة دفع عائلة المختطف فدية قدرها ثلاثة ملايير سنتيم· وقاد هذه المسيرة إمام مسجد قرية أزرو، الذي استعمل مكبر الصوت لتوجيه عدة رسائل وخطابات للمختطفين يؤكد لهم من خلالها أنهم ارتكبوا خطأ لن يغتفر في حق الرهينة ''أطلقوا سراح أخينا الوناس فهو لا يستحق العقاب، ساهم كثيرا في بناء المجتمع، يساعد المحتاجين، يبني المساجد، ويوفر مناصب شغل للبطالين، فالمجتمع وعرش آث جناد يحتاجونه ولن نسمح فيه''، ويضيف قائلا: ''ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء''، ووجه الإمام عدة أسئلة للمختطفين ''على أية قاعدة اعتمدتم عليها لاختطاف هذا الشاب؟ هل آذاكم؟ هل تسلط عليكم؟ هذه تجاوزات في حق شخص خلق ليعيش حرا، فيهديكم الله''· هذا، وقد لمسنا خلال هذه المسيرة روح التضامن والأخوة بين أوساط المواطنين، لكن ملامح الاستياء وحالات الغضب كانت بادية على الجميع، والتي تعبر عن رفضهم المطلق لظاهرة الاختطافات التي تهدد أمن واستقرار السكان والمنطقة، حيث أكد العديد من المتظاهرين في تصريحاتهم ل ''الجزائر نيوز'' أنهم لن يسكتوا عن مثل هذه التجاوزات التي وصفوها بالخطيرة، وأبدوا استعدادهم للذهاب بعيدا في هذه القضية مهما كلف الأمر، وأجمعوا على أنهم يفضلون حل هذا المشكل بطريقة سلمية، كما لم يستبعدوا اللجوء إلى أساليب أخرى تكون شديدة اللهجة في حالة تعنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال للاستجابة لمطالبهم·