جمع ملتقى ''نصرة الأسرى في سجون الاحتلال'' مئات المشاركين العرب ومن دول غربية، كما جمع كثيرا من الفرقاء الفلسطينيين. مثلما سجل الملتقى حضورا صحراويا لافتا مما أثار حفيظة مدعوين مغاربة، بينما كان الغياب المصري واضحا لأسباب مجهولة. سجل ملتقى ''نصرة الأسرى في سجون الاحتلال'' خلال يومه الأول، مفارقات عديدة على غرار غياب بعض كبار المدعوين، كما سجل بعض الأخطاء التنظيمية التي جعلت مشاركين من أسرى سابقين يثورون في وجه بلخادم، ويطالبون جهرة بمنحهم فرصة الحديث. وبينما وجه حزب جبهة التحرير الوطني، مشاركة جميع أعضاء اللجنة المركزية، بمن فيهم القاطنين خارج الجزائر، حضر عدد قليل من ممثلي الأحزاب الأخرى، ويبدو أن الدعوة وجهت إلى أحزاب التحالف الرئاسي، فلبى أبو جرة سلطاني الدعوة، لكن أحمد أويحيى تغيب لأسباب ترتبط بمهامه كوزير أول، وناب عنه القيادي شهاب صديق، كما حضرت لوزيرة حنون زعيمة حزب العمال، وجلست إلى جانب أبو جرة سلطاني، لكنهما لم يتحدثا بتاتا إلا لما جمعهما المكان صدفة فتبادلا التحية، ولوحظ حضور موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، وكذلك علي زغدود رئيس حزب التجمع الجزائري، فيما لفت عبد الله جاب الله الانتباه بحضوره، وهو الذي كثيرا ما تصادم إعلاميا مع عبد العزيز بلخادم. واستغل الأفالان إشرافه على الملتقى فوجه الدعوة لأغلب التشكيلات الجماهيرية التي تسير في فلكه، بينما كان واضحا غياب وزراء الحكومية، ولم يقتنع الحضور بمبرر انعقاد مجلس الوزراء، ولاسيما أن الملتقى تحت الرعاية السامية للرئيس بوتفليقة، وكان كثير من الإعلاميين يترقبون وصول الوزراء المحسوبين على ''التقويمية'' أو بعض النواب في البرلمان، لكن الواضح أن قيادة الأفالان إما أقصتهم أو وجهت إليهم الدعوة فرفضوها. وجلس القيادي عبد الحميد سي عفيف طيلة الفترة الصباحية في المنصة الشرفية إلى جانب عبد العزيز بلخادم، وكلاهما توسط معن بشور وكذا عبد العزيز السيد، وكثرت تعليقات عن هذا ''التكريم المفرط'' لسي عفيف، فيما علق مشاركون من أحزاب أنه ''رد اعتبار للرجل الذي يتهم من قبل عد كبير من مناضلي الحزب''. وكادت الأمور التنظيمية أن تفلت من عبد العزيز بلخادم دقائق بعد بداية الملتقى، وبينما كان يهم بإعلان الافتتاح، تصاعد صوت أسير سابق في سجون إسرائيلية ''يحتج'' على ما أسماه ''إقصاء الأسرى السابقين من المداخلات''، وتابع يقول ''لولا احترامنا لبلد المليون ونصف المليون شهيد لغادرنا القاعة''، وسارع بلخادم ليوضح أن ''المنظمين جعلوا كلمة المدافعين الغربيين عن قضية الأسرى هي الأولى، ثم من الدول الإسلامية فالعربية ثم الفلسطينية وبعدها الأسرى''. وكان لافتا غياب الحضور المصري، وكثيرون ربطوا ذلك بغضب الجزائر غير المعلن من أداء القاهرة بخصوص الملف الفلسطيني عموما، فيما ذهب آخرون إلى القول إن الأمر ''يتعلق بالخصومة الجزائرية-المصرية بسبب مباراة كرة القدم الشهيرة العام الماضي''، ولوحظ حضور مسؤولين في الجمهورية العربية الصحراوية، بينهم السفير وبعض القياديين، وأسرّ حاضرون بأن مشاركين من المغرب ''لم يتقبلوا'' هذا الحضور رغم قبولهم التفاوض معهم في نيويورك، كما أن قيادة الأفالان حاولت إضافة الصحراء الغربية للبيان الختامي الذي سيعلن اليوم تحت مسمى ''إعلان الجزائر'' ويشاع أنه سيشير أيضا إلى الأسرى الصحراويين في سجون المغرب.