يعرف قطاع التربية ببلدية طلمين الواقعة على بعد 350 كلم شمال عاصمة الولاية أدرار، وضعا مأساويا ألقى بظلاله على ظروف تمدرس التلاميذ، فأغلب المدارس الابتدائية تفتقر إن لم تنعدم فيها أبسط شروط التمدريس، فهي مفتوحة على الظروف المناخية الصعبة التي تسود المنطقة في غياب التدفئة، وعدم توفر المدارس على ساحات اللعب والسياج، وقدم التجهيزات. خلال زيارتنا لهذه المنطقة كانت دهشتنا كبيرة، فقد وجدنا أن كل التسميات تنطبق على هذه المؤسسات سوى تسمية مؤسسة تربوية، حيث تضم طلمين أكثر من 16 ملحقة أساسية من حجرات دراسية تنعدم فيها أبسط الضروريات أين يزاول التلاميذ دروسهم في أقسام مسقفة بالزنك والقرميد، تصل فيها درجة الحرارة في شهر أفريل إلى أكثر من 55 درجة، وتضم هذه المدارس حوالي 2875 تلميذ بنسبة تمدرس إجمالية لا تفوق في أحسن الأحوال 17,38 بالمائة، وهي أضعف نسبة تمدرس بالولاية، فالمعلم يجد نفسه مجبرا على قطع مسافات ماراطونية يوميا على ظهور الحمير للوصول إلى مكان عمله. وما يثير الاستغراب هو أن بعض أقسام المدارس الابتدائية تحولت ببلدية طلمين إلى مراقد للمعلمات لكونهن لا يجدن أين يقمن، يحدث هذا والمسؤولون على القطاع لا علم لهم به، ولا يزال نظام الدوامين سائدا في المنطقة بعد أن تحولت نصف الأقسام إلى مراقد، حيث يضطر التلاميذ في الساحة لانتظار دورهم. وإذا كانت ضروريات الدراسة، ونعني بذلك الهياكل التي لا توفر شروط التحصيل العلمي المطلوب للتلاميذ، فإن الإطعام المدرسي لا يشذ عن القاعدة بهذه المنطقة، إذ يعرف تدهورا رهيبا رغم الشكاوى العديدة لأولياء التلاميذ، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، حيث تتواجد أغلب المطاعم المدرسية في حالة يرثى لها بفعل غياب عملية التحسين والتهيئة، وأضحى المحيط المدرسي التربوي ببلدية طلمين بحاجة إلى التفاتة جادة من السلطات المركزية، رغم زياردة وزير التربية منذ أيام قليلة للولاية، والذي قدمت له تقارير مغشوشة عن وضعية القطاع بواقع لا يعكس الواقع والحالة المزرية التي يتخبط فيها، حيث أطلع على مؤسسات هيئت على المقاس، فيما لم يتفقد مدارس طلمين وبلديات أخرى تعيش نفس الوضعية.