كل من يستمع للوزير الأول أحمد أويحيى وهو يعرض السياسة العامة للحكومة يصاب بالذهول من اعترافاته بالمشاكل التي يتحدث عنها العام قبل الخاص. ودون أدنى انزعاج يعترف ''الوزير الأول التيكنوقراطي السعيد بالعمل مع الرئيس بوتفليقة في خدمة الجزائر'' كما يقول، بأن الفساد ينخر الدولة من ''الساس للراس'' وأن احتلال الجزائر أدنى الترتيب في التقارير الدولية حول الرشوة يجب ألا يشعر الجزائريين بالخجل، وأن أزمة السكن موجودة فعلا والبرامج المتتالية لحلها لم تتمكن من ذلك. كل هذا يقوله الوزير الأول بالأرقام الموثقة أمام أعضاء مجلس الأمة، وهم ينصتون وكأن على رؤوسهم الطير، لولا أن امرأة أنقذت الغرفة العليا من السقوط وصرخت في وجه أوحيى ''الحكومة لم تفعل شيئا للتخفيف من عناء الجزائريين''. وذكّرت زهرة ظريف بيطاط أويحيى بمشاكل الشباب التي غفل عنها كالحرفة والبطالة. اعترافات أويحيى كانت دائما متبوعة بحرف الاستدراك، لكن. أي أنه يقول إن الفساد متفش لكن الدولة تحاربه بكل ما أوتيت من قوة، ولم يقل له أحد إنها فشلت في ذلك وأن بعض المكلفين بمحاربة الفساد أصبحوا متهمين بدورهم، ودخلنا في حلقة مفرغة لا نتذكر من أين بدأت ولا نعرف أين ستقودنا. [email protected]