استنفرت قوات الأمن بسطيف قواتها من أجل القبض على رعية مالي يمارس الشعوذة والسحر وتزوير الأوراق المالية، حيث تمكن من النصب والاحتيال على الكثير من سكان القرى والمداشر بجنوب الولاية، آخرها عائلة من سكان عين الحجر نصب عليها في مبلغ 170 مليون سنتيم ثم توارى عن الأنظار. القضية تعود إلى شهر نوفمبر الماضي، حينما ألقت قوات الدرك الوطني ببلدية عين الحجر على المدعو ''ر.ب'' وبحوزته أوراق مالية مزورة من فئة ألف دينار، وعند استجوابه نفى أن يكون الفاعل، حيث أكد بأن أحد الرعايا الماليين المدعو ''غانيو بادو يارا''، أوهمهم بأنه يمارس السحر الإفريقي الذي يمكنه من تحويل الأوراق العادية إلى أوراق مالية وبدقة متناهية، وطلب منه ''ر.ب'' أن يريه ذلك، فجرب ورقة من فئة 1000 دج وسكب عليها مسحوقا أبيض، ثم تلى بعض التعويذات بلغة لم يفهمها، فتحولت الورقة إلى ثلاث أوراق من نفس الفئة. ومن شدة انبهار الفتى بذلك قدم له 4 أوراق أخرى وتمكن الرعية المالي من مضاعفتها إلى 8000 دينار في لمح البصر وبنفس الطريقة، غير أن الطمع أعمى صاحبه وطلب من المالي أن يمارس طقوسه على مبلغ كبير يتجاوز 170 مليون سنتيم، لكن الرعية اعترض لأن المبلغ يتطلب وقتا أكبر ليتحول إلى الضعف، فدخلا غرفة مظلمة للغاية، ووضع المبلغ كله في كيس بلاستيكي أسود ورمى فوقه المسحوق الأبيض، وشدد على أن لا يفتح الكيس إلا بعد 24 ساعة كاملة، ثم غادر المنزل من دون رجعة مع تأكيد الضحية بأنه لم ير المبلغ الأصلي معه، مما يؤكد فرضية ممارسة بعض السحر عليه، وحين مرت المدة الزمنية المحددة فتح الكيس فذهل للأمر حينما وجد أوراقا بيضاء فقط من دون أن يعثر على مبلغ 170 مليون سنتيم، فأدرك بأن الأمر ما هو إلا نصب واحتيال مسطر بدقة وبذكاء كبير، فيما تؤكد مصالح الأمن بأن العثور على الرعية المالي أمر صعب، لأن الاسم الذي أعطاه للضحية ليس الاسم الحقيقي له، فيما يرجح أن يكون قد احتال على الكثيرين بنفس الطريقة.