وجه رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، المحامي مصطفى بوشاشي، نداء للشبان الغاضبين بعدم التعرض للممتلكات العمومية والخاصة، لأن من شأن ذلك أن يكون غير مساعد على تبرير الخطاب السياسي الذي تنطوي عليه احتجاجاتهم. قال بوشاشي في لقاء إعلامي أمس، بمقر الرابطة في العاصمة، إنه في ظل الصمت الملاحظ للمؤسسات الرسمية، فإن الرابطة لا تملك سوى التأسف على ما يقع لأنها حذرت منذ أكثر من سنة بأن ''النظام السياسي الذي يقوم بغلق مساحات التغبير، ويمنع التجمعات والمسيرات بغض النظر عن موضوعها، ما حول الشباب إلى وقود لانفجار اجتماعي يؤثر على الجزائر ولكل المنطقة''. وأشار بوشاشي إلى عدة أسباب يمكن أن تكون وراء الانفجار الشعبي، أولها الطريقة الغامضة لإدارة شؤون البلاد، وليس ارتفاع سعر الزيت والسكر، معتبرا بأن ما تروج له الحكومة حول عناصر الاحتجاج ومرتكبي الشغب، هم قصّر تتراوح أعمارهم مين 14 و24 سنة غير مؤسس، لأنهم ليسوا هم الذين يتولون عملية شراء الزيت أو السكر للعائلة. ووصف رئيس الرابطة أعمال الشغب والغضب الذي بدأت في حي باب الوادي وانتقلت إلى باقي ولايات الوطن، بأنها ''شرارة تدل على مرض أعمق''، بدأت أعراضه بإعلان الحرب على السوق الموازية التي يسترزق منها الشباب البطالون، إضافة إلى قرار فرض الفوترة والتعامل بالصكوك البنكية في المعاملات التجارية، زادت من لهيب الشرارة ولكن ليس رفع سعر الزيت والسكر. وبكلام أوضح، أكد بوشاشي أن الفساد واستشراء الرشوة في دواليب الإدارة والحكم، خاصة وأن أدنى مبلغ يدفع في شكل رشوة في صفقة واحدة تمثل أكثر من 50 في المائة من ميزانية دولة مثل موريتانيا. وفي السياق ذاته، تحدث بوشاشي عن حالة الطوارئ التي قال إنها ''خارج القانون'' وتسهم -حسبه- بشكل مباشر في تأجيج الغضب، وهو ما يجعل نظام الحكم ''يعلن إفلاسه عبر طلاقه البائن مع الشعب''. وعن موقف الرابطة من ردود فعل الطبقة السياسية والنقابات إزاء الاحتجاجات، كشف بوشاشي عن وجود اتصالات متقدمة مع الأحزاب المعارضة والنقابات المستقلة وأساتذة التعليم العالي، داعيا إلى ''التجند جميعا لتأطير الحركة بانتهاج الطرق السلمية وبلورة مطالب واضحة ومشروعة بعيدا عن العنف تفاديا لاستغلالها من طرف السلطة للمساس بمصداقية انتفاضة الشبان''. وحول حملة الاعتقالات التي طالت المتظاهرين، أكد بوشاشي بأن رابطته ستتطوع للدفاع عنهم في حالة تم تقديمهم للمحاكمة، لأنه ''أقل شيء نستطيع فعله لهم''. وردا على سؤال حول تفسيره لصمت الوزير الأول ورئيس الجمهورية، قال بوشاشي ''السلطة لا يهمها مصير الشعب بقدر ما يهمها الاستمرار في الحكم.. بل أذهب أبعد من هذا لأقول إن السلطة مستقيلة عن إدارة شؤون الشعب، وأبناء حالة الطوارئ شعروا بذلك، ويعبرون عن وضعهم المزري بطريقتهم الخاصة''، وهي طريقة - كما قال- ''ندينها مثلما ندين العنف المفرط الذي تمارسه قوات الأمن.