قال تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام}، آل عمران .19 وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غير الإسلام فلن يقبَل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}، آل عمران .85 فالإسلام هو دين الله الذي يدل مسماه على السلام والاستسلام والانقياد لله ربّ العالمين، الدين الذي يدعو إلى توحيد الله بالعبادة، وإلى اتّباع النّبيّ محمّد، صلّى الله عليه وسلّم، وفي كلّ ما جاء به، وإلى الاستقامة في السلوك والأخلاق. والقرآن كلام الله تعالى، أنزله على سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، خاتم الأنبياء والمرسلين، جاء فيه من أخبار المسيح الشيء الكثير، كما في سُنّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث ثبت أنّ عيسى عليه السّلام لم يُقتَل وإنّما رفعه الله تعالى إليه، وسينزل في آخر الزمان ليقتل الدجال، مُحكمًا في ذلك شريعة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. أمّا ما جاء في القرآن من الإنجيل، فقوله تعالى: {وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إنّي رسول الله إليكم مصدقًا لما بين يديَّ من التوراة ومبشِّرًا برسول يأتي من بعدي اسمهُ أحمد، فلمّا جاءهم بالبيّنات قالوا هذا سحر مبين، ومن أظلم ممّن افترى على الله الكذب وهو يُدعى إلى الإسلام}، الصف 6 .7 لكن النصارى حرّفوا ما جاء في الإنجيل الّذي أنزله الله على عيسى عليه السّلام، فكفروا برسالة محمّد صلّى الله عليه وسلّم الّتي هي خاتم الرسالات. أمّا نحن المسلمون، فنؤمن بأن محمّدًا هو خاتم الأنبياء والرسل، ونؤمن بالكتب الّتي أنزلها الله عليهم، ولكن لا نعمل إلاّ بشريعة الإسلام الّتي جاء بها محمّد صلّى الله عليه وسلّم والمهيمنة على جميع الشرائع السابقة، كما جاء ذلك في القرآن، قال الله تعالى: {والّذين آمنوا بالله ورسله ولم يُفرّقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورًا رَحيمًا}، النساء .52